- طارق عمراني - نشر موقع صحيفة الواشنطن بوست الامريكية اليوم الخميس 4 مارس 2021 تقريرا تحت عنوان Still making the case for Islam and democracy in a Tunisia battered by crises ، تضمّن حوارا أجرته الصحفية Claire Parker مع رئيس البرلمان و رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بعد يوم واحد من المسيرة التي دعا لها حزبه السبت الماضي . و اعتبر التقرير أن الغنوشي رئيس حزب الإسلام الديمقراطي، الأكبر في تونس أراد توجيه رسالة مفادها أن حزبا ديمقراطيا إجتماعيا بمرجعية اسلامية لا يزال بإمكانه لعب دور محوري في تونس و العالم العربي . و عادت الصحيفة الامريكية على مسيرة حركة النهضة يوم السبت بشارع محمد الخامس أكبر شوارع العاصمة التونسية حيث وصفتها نقلا عن مراقبين بأنها أكبر مسيرة تعرفها تونس خلال عقد كامل و رفعت شعار "الوحدة الوطنية ". و اعتبر الغنوشي في مقابلة مع الوشنطن بوست بأن رسالة المسيرة كانت التأكيد أن على ان جذوة الثورة لازالت متّقدة في تونس بشكل قوي و فاعل خلافا لما يدعّي البعض. و في إجابته عمّا إذا كانت المسيرة التي رفعت شعارات الوحدة الوطنية و دعم الشرعية كانت تهدف أيضا إلى إبراز قوة حركة النهضة قال الغنوشي مؤكدا "بالطبع". و أشاد التقرير بقدرة الحركة الإسلامية في تونس على الصمود في منطقة سحقت فيها الحكومات الإستبدادية الحركات الإسلامية ، حيث ظلت حركة النهضة القوة السياسية الأكثر مرونة و تأثيرا في تونس بعد 10 سنوات على إندلاع شرارة الربيع العربي ، غير أن الأزمات السياسية و الإقتصادية التي تعرفها البلاد كان تحديا أمامها لتأكيد وجودها بعد تراجع الحركة في نتائج إستطلاعات الرأي الاخيرة . و أضافت اليومية الامريكية بأن الغنوشي الذي عاد إلى تونس فجر الثورة و استقبله أنصاره استقبال الأبطال، اختار حينها عدم الترشح لأي منصب وطني و قاد حزبه إلى صدارة المشهد و صياغة دستور تونس الجديد ثم انتهاج درب "التوافق" مع الأحزاب العلمانية، و في تعليقه على هذا التوجه اعتبر الغنوشي أن قناعته كانت تقوم على ضرورة اقتسام السلطة مع العلمانيين لتجنب كل أنواع الأصولية سواء الإسلامية او العلمانية ، مؤكدا أن حزبه قدم نموذجا للآخرين في المنطقة فالتنازلات التي قدمتها حركة النهضة للديمقراطية التونسية مكنتها من تجنب مصائر الأحزاب الإسلامية الأخرى خاصة في مصر حيث تم الإنقلاب على نتائج الصندوق سنة 2013 بإنقلاب دموي على الرئيس محمد مرسي المنتخب دبمقراطيا . و اشار التقرير بأن حركة النهضة في تونس استخلصت الدرس المصري و سعت إلى اقرار مراجعات جذرية في مؤتمرها سنة 2016 بإستنباط هوية جديدة تقوم على الاسلام الديمقراطي بفصل الدعوي عن السياسي ، و علق الغنوشي على ذلك بالإشارة أن مصطلح الإسلام السياسي لم يعد ذا جدوى حيث يجمع تحت مظلة واحدة الاسلاميين المعتدلين مع الراديكاليين و الجهاديين. و عن الانتقادات المتزايدة للتعامل الامني مع الإحتجاجات التي تعرفها تونس على خلفية تردي الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و ارتفاع نسق بعض الشعارات المناهضة لحركة النهضة و زعيمها و الدعوات لحل البرلمان، و اسقاط المنظومة اعتبر الغنوشي في حواره مع الواشنطن بوست بأن هناك بعض التجاوزات الأمنية لكنها لا ترقى الى درجة تهديد الديمقراطية ،غير انه يقع استغلال ذلك سياسيا من قبل بعض الأحزاب الراديكالية ، فالتجربة التونسية تعتبر تجربة نموذجية و رائدة للتحول الديمقراطي في المنطقة العربية و استدرك رئيس حركة النهضة بالإشارة إلى أن حزبه يتحمل جزءا من المسؤولية في تردي الأوضاع الإقتصادية و هو جزء يتناسب مع حجم مشاركته في الحكومات المتعاقبة فإدارة الشأن العام قائمة على المراكمة و استخلاص الدروس . و عن محاولة بعض الاحزاب و الكتل البرلمانية جمع توقيعات النواب لتمرير عريضة سحب ثقة ضده في منصبه رئيسا لمجلس النواب اعتبر الغنوشي بأنه لا يتوقع نجاح العريضة المذكورة معتبرا ان ذلك من صميم الممارسة الديمقراطية . و ختم رئيس البرلمان التونسي بالإشارة إلى ان نجاح الديمقراطية في تونس ليست فقط في مصلحة تونس بل في مصلحة كل العالم لأن المثال التونسي هو قصة نجاح للإسلام و الديمقراطية و تفنيد للحكم المسبق على إستحالة المواءمة بينهما . و أشارت الواشنطن بوست إلى أن تفاقم الأزمة الإقتصادية يثير مخاوف المستثمرين حيث زادت جائحة فيروس كورونا في تعقيد الوضع الإقتصادي في تونس التي تحتاج دعم ادارة الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن ،و في هذا الإطار كان لقاء رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي بالسفير الامريكي دونالد بلوم الاسبوع الماضي.