تم ظهر يوم الجمعة بقصر خير الدين بالمدينة العتيقة بتونس افتتاح فعاليات الدورة الثانية عشرة للشهر الوطني للفنون التشكيلية الذي ينظمه اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين من 04 مارس إلى غاية 15 أفريل القادم ، حيث تولت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي تدشين الصالون السنوي للفنون التشكيلية 2022 وتكريم عدد من رواد الفن التشكيلي التونسي المعاصر . ويعتبر الصالون السنوي للفنون التشكيلية أحد أبرز الفعاليات الثقافية التي تحتفي بالفنانين التشكيليين التونسيين من مختلف المشارب الفنية التشكيلية، حيث احتضن فضاء قصر خير الدين المجموعة الاولى للوحات فنانين تشكيليين تونسيين من أجيال مختلفة، وتضم نحو 160 لوحة بتقنيات ومقاربات تشكيلية وفنية متعددة، وذلك من جملة ما يقارب 400 لوحة فنية مخصصة للعرض ضمن فعاليات الشهر الوطني للفنون التشكيلية . وأكد الامين العام لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين وسام غرس الله بالمناسبة في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء أن "صالون الفنون التشكيلية بقصر خير الدين هو جزء من فعاليات الشهر الوطني للفنون التشكيلية الذي يضم أيضا افتتاح معارض فنية تشكيلية بقاعات المركز الثقافي لمدينة تونس، ورواق يحي بالبرماريوم، والفضاء الثقافي البلدي بسانت كروا، ورواق الفنون ببن عروس، وذلك في إطار انفتاح الفنون التشكيلية على محيطها والتعريف بالاعمال الفنية لدى أكبر عدد ممكن من الجمهور". ... وأضاف غرس الله "أردنا من تنظيم الشهر الوطني للفنون التشكيلية ترويج صورة تونس الجميلة بألوانها وأشكالها ومضامينها الفنية، حيث تعكس التظاهرة تطور الفن التشكيلي في تونس من خلال عرض لأبرز الأعمال الفنية التشكيلية المعاصرة، إلى جانب كونها مناسبة للتعريف بالحركة التشكيلية التونسية، وتنوع أغراضها ومآلاتها وتقنياتها وتأثيرها على المشهد الثقافي والفني بشكل عام". وعكس الصالون السنوي للفنون التشكيلية بفضاء خير الدين الحركية الكبرى التي تعرفها الساحة التشكيلية في تونس منذ الاستقلال الى اليوم، من خلال مشاركة رواد الفن التشكيلي من الجيل الاول والثاني والثالث، والعديد من الفنانين التشكيليين الشبان، حيث نجد رسومات مائية وزيتية، وأعمال خزفية ونحتية، وصور فوتوغرافية، إلى جانب المنسوجات والمنحوتات الرخامية وغيرها من الأعمال الفنية ذات رؤى ومضامين تشكيلية معاصرة . ومن أبرز اللوحات المعروضة لوحة "الصوف والسدايا" للفنان التشكيلي المخضرم وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين منذ سنة 1978 محمد المالكي الذي راوح فيها بين الألوان والكلمات،عبر قصيد مصاحب لعمله الفني يحكي قصة "العبانة" أو اللحاف الصوفي وموقعه التراثي والتقليدي في حياة البدو. ويقول محمد المالكي ل/وات/ في هذا الصدد " فكرة "السدايا" كرمز للحياة البسيطة للبدو، شكلت لدي تعبيرة تشكيلية بألوان وخامات فريدة من نوعها في عالم الفن التشكيلي، وإضافة قصيد للوحاتي الفنية يندرج في إطار مشروع فني متكامل سيكون مضمون كتاب يجمع في طياته اللوحات الفنية بالشعر، على اعتبار أن الفن وحدة متكاملة بين الموسيقى والشعر والرسم وغيرها من الفنون". وكان لوزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي جولة في مختلف أجنحة الصالون، تعرفت خلالها على أبرز التقنيات الفنية المستعملة في اللوحات المعروضة، وهي تقنيات استلهمت بالاساس من المدارس الفنية المعاصرة على غرار المدرسة التكعيبية، والتجريدية ، والرومانسية، والسيريالية، والمستقبلية وغيرها من المدارس التي تشبع بها الفنان التشكيلي التونسي على مر السنين وسعى لتطويرها باعتماد تقنيات مجددة ومواد متنوعة . وتم بالمناسبة تكريم مجموعة من الفنانين التشكيليين التونسيين تقديرا لأعمالهم الفنية والإبداعية من ذلك تكريم حمادي بن سعد، وفتحي بن زاكور، وريتانا تباكي الدليمي، وخالد التركي،وشهرزاد كلستانة الشارني، فضلا عن تكريم رائدة الكتابة الادارية لاتحاد الفنانين التشكيليين فوزية الفرجاني.