احتضنت جزيرة قرقنة يومي السبت والأحد الدورة الجامعية الأولى لكرة القدم الشاطئية، وسط أجواء احتفالية وتنشيطية منعشة ونغمات فرق الفلكلور القرقني، وبمشاركة مكثفة لأكثر من 120 طالبا وطالبة من مختلف المؤسسات الجامعية بصفاقس وثلة من الإطارات الجامعية والشبابية والرياضية بالجهة. وقد انتظمت هذه الدورة الأولى، التي اختتمت فعالياتها مساء اليوم الأحد بتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة كرة القدم الشاطئية، ببادرة مشتركة من المعهد العالي لإدارة التمريض بصفاقس والمعهد التحضيري للدراسات الهندسية وبإشراف من جامعة صفاقس والمؤسسات الجامعية التابعة لها والمندوبية الجهوية للشباب والرياضة والجامعة التونسية للرياضة المدرسية والجامعية ودعم من المندوبية الجهوية للسياحة بصفاقس. ... وأفاد رئيس جامعة صفاقس عبد الواحد المكني بالمناسبة أن هذه التظاهرة التي أضفت حيوية كبيرة على الوسط الطالبي في فترة ما بعد الامتحانات وأدخلت ديناميكية على جزيرة قرقنة ونشاطها السياحي، ستعمل الأطراف المنظمة لها على تحويلها إلى تظاهرة وطنية بداية من السنة القادمة على أن تُحوّل إلى دورة مغاربية في السنة التي تليها وإلى دولية بعد ذلك. وثمّن رئيس لجنة تنظيم التظاهرة ومدير المعهد العالي لإدارة التمريض بصفاقس بسّام عبيد ما وصفه بالشراكة الواسعة والمثمرة بين عديد الهياكل والمصالح الجهوية وفي مقدمتها المؤسسات الجامعية، داعيا إلى ضرورة مضاعفة المجهودات باتجاه التنويع من مثل هذه المبادرات التي تعطي الإضافة المطلوبة للطالب وللمؤسسة وللجهة على أصعدة متعددة وتجسّم تلازم الابعاد الرياضية والسياحية والشبابية لهذه التظاهرات. ومن جهته قال المندوب الجهوي للسياحة بصفاقس فتحي زريدة في تصريح ل(وات) على هامش هذه الدورة الأولى أن وزارة السياحة ماضية في دعم مثل هذه التظاهرات التي تعود بالفائدة على النشاط الفندقي وتثمّن المخزون التراثي للجهة وتخلق حركية في مستوى مؤشرات السياحة الداخلية كرافد أساسي من روافد التنمية السياحية في البلاد. وفي هذا الصدد انتظمت زيارة سياحية ثقافية لفائدة عدد هام من المشاركين في الدورة وضيوفها من عديد المؤسسات والهياكل القطاعية بالجهة الى متحف العادات والتقاليد بقرية العباسية حيث تم عرض أوجها مختلفة من مخزون التراث اللامادي لجزيرة قرقنة. وكان، من أبرز محاور هذه الزيارة، نشاط الشرفية والصيد التقليدي في جزيرة قرقنة في علاقة بخصوصياتها الطبيعية وعادات وتقاليد "القراقنة" عبر العصور وأنشطتهم الفلاحية والاقتصادية والحرفية ورموز الجزيرة وشخصياتها بالإضافة إلى عملية تذوّق الأكلات القرقنية الأصيلة. وتوّجت الفرق الثلاثة الفائزة في مسابقة كرة القدم الشاطئية في صنفي الذكور والإناث وتحصلوا على جوائز وبدلات رياضية. وقد فاز بهذه الدورة الأولى بالنسبة للذكور فريق المدرسة العليا للتجارة بصفاقس وعادت المرتبة الثانية إلى فريق المعهد العالي للتصرف الصناعي والمرتبة الثالثة إلى فريق كلية الحقوق بصفاقس. أما بالنسبة للفتيات فقد فاز فريق طالبات المعهد العالي للفنون والحرف بالدورة وفريق كلية العلوم بالمرتبة الثانية. وكانت هذه الدورة الأولى لكرة القدم الشاطئية بقرقنة شهدت إجراء 47 مباراة بين 24 فريق (20 فريق للذكور و4 فرق إناث) أجريت في ثلاثة ملاعب صغيرة على شاطئ البحر على مرحلتين : مرحلة أدوار تمهيدية ثم مرحلة أدوار نهائية (نصف نهائي ونهائي). وقد خضعت الدورة إلى قانون خاص بها تولّى أساتذة التربية البدنية المشرفين على نوادي الرياضة بالكليات بوضعه بالاشتراك مع الجامعة التونسية للرياضة المدرسية والجامعية. وينص هذا القانون بالخصوص على أن الملعب يمتد على طول 20 مترا وعرض 10 أمتار وبه مرمى صغير لكل فريق وتدوم المباراة الواحدة 20 دقيقة في الأدوار التمهيدية و30 دقيقة في الأدوار النهائية مع عدد من الضوابط الفنية الأخرى التي تم شرحها في انطلاقة المنافسات. كما أجريت بمناسبة هذه الدورة مقابلة فرجوية جمعت عناصر من قدماء اللاعبين بنادي محيط قرقنة مع قدماء لاعبين من جمعية قرقنة الرياضية.