ارتفاع درجات الحرارة في جهة الجريد باعتبارها من أعلى درجات الحرارة المسجلّة على المستوى الوطني يدفع المواطن في هذه الربوع الى تعديل سلوكه والتوجّه نحو منتوجات تحميه من حر الشمس وتخفف لهيبها التي تكون انعكاساتها عادة على البشرة وعلى صحة الانسان. محلات الصناعات التقليدية وخاصة باعة منتوج سعف النخيل والاواني الفخارية محلية الصنع تكون في الغالب مقصد المواطنين لاقتناء ما يلزمهم من قبّعات الرأس أو " المظلّات" حسب التسمية الشعبية ومراوح مصنوعة من سعف النخيل وأواني شرب مصنوعة من الطين الأحمر يدفعهم ثمنها المناسب لجميع الفئات لاقتناء حاجياتهم منها. ورغم الارتفاع المسجل نسبيا المسجّل في أثمان "المظلاّت" التقليدية المصنوعة في حامة الجريد إلا أن الاقبال ما يزال متواصلا على المنتوج وفق ما ذكره عبد السلام أحد الباعة ، موضحا أن تضاعف الثمن يعزى الى نقص المواد الأوّلية ونقص اليد العاملة في حامة الجريد ورغم ذلك تبقى مطلوبة نظرا لموادها الطبيعية خلافا لمظلات مستوردة موادها الأولية غير طبيعية حسب تقديره. ... وفي غياب السياحة الداخلية فإن الاستهلاك الداخلي من أبناء الجهة يزاد على هذه المنتوجات يضيف عبد السلام ويشمل الى جانب "المظلاّت" المراوح من سعف النخيل والقفاف المزدانة بالألوان والاشكال الهندسية لافتا الى أن الطلب على هذه المواد يأتي من جميع الفئات والشرائح العمرية. ويتوجّه المواطنون أيضا في مثل هذه الظروف المناخية الى استعمال أواني فخارية لمزاياها الصحية ودورها في حفظ الماء لأوقات طويلة فثمنها المناسب الذي يتراوح من دينار واحد و500 مليم الى أربعة دنانير في أقصى الحالات تجعلها في متناول جميع الفئات. ورغم تنوع المنتوج من الجرار صغيرة الحجم المستعملة للشرب الى الجرار المستعملة في طهي اللحوم فإن أواني الشرب التقليدية "الطاسة" تبقى الأكثر رواجا خصوصا مع تخضيبها بقطرات من القطران تزيد الماء عذوبة وتساهم في التقليل من الاملاح التي تحويها وفق فؤاد قول صاحب محل لبيع أواني الفخار، مؤكدا أن الاقبال جيد على هذه الاواني نظرا لانخفاض أثمانها وفوائدها الصحية. في مقابل ذلك أكّدت كوثر بائعة أواني أن الاقبال أقل من السنوات الماضي مرجعة ذلك الى الظروف الاقتصادية لغالبية المواطنين. وتبقى هذه المنتوجات التقليدية الطبيعية وان اختلف الطلب عليها من سنة الى أخرى من بين أكثر الوسائل التقليدية رواجا للتغلب على حرارة الطقس والتخفيف من أثر ضربات الشمس وهي تخلق حركية تجارية وتوفر مواطن شغل لعدد كبير من الاسر حيث تعرف عائلات بعينها في مدينة توزر بامتهان صناعة الفخار أبا عن جد فيما تعرف حامة الجريد بامتهان نسائها ورجالها لحرفة السعف من مراوح ومظلات وقفاف. ص م تابعونا على ڤوڤل للأخبار