احتفى صالون الهادي نعمان للإبداع الأدبي بالمركب الثقافي بالمنستير مساء أمس بإصدارين جديدين: رواية "زمن الهذيان" للكاتبة رفيقة البحوري والمجموعة الشعرية "هديل القوافي" للشاعر عامر فريح بمشاركة ثلة من الأدباء من الجهة وفق ما أفاد مدير صالون الهادي نعمان الشاعر الحبيب مرموش. وجاءت الرواية الأولى " في المياه المالحة" للروائية والشاعرة رفيقة البحوري سيرة ذاتية تنهل من حياة الكاتبة ومن تجربتها المؤلمة إذ تحدثت فيها عن طفولة موجعة وشباب فيه الكثير من المعاناة غير أنّها في روايتها الثانية "زمن الهذيان" تعقلن الأمور أكثر وتذهب إلى مسائل دينية وأسماء لها دلالاتها في المعنى الإبداعي والتاريخي والإنساني وبالتالي فهي تسير في أكثر من سبيل ولا تكرر ذاتها في كتاباتها. ورغم أنّها أنصفت الرجل في رواية "زمن الهذيان" ولكن يظل دائما الجانب "النسوي" هو المسيطر على كتابات رفيقة البحوري وذلك ربّما لأنّها ناشطة حقوقية وتناضل على أكثر من صعيد وهي في النهاية تنتصر للمرأة حسب الحبيب المرموش. وحقق من جهته الشاعر عامر فريح نقلة نوعية في ديوانه الثاني "هديل القوافي" الصادر سنة 2023 مقارنة بديوانه الأول "تقاسيم ... على وتر الوفاء" الذي نشر سنة 2017 إذ بدأ في مجموعته الأولى من القصائد الذاتية الحميمية التي تنطلق من الأعماق ومن وشائج الروح في حين انفتح في ديوانه الجديد على العالم وعلى السياسة والمجتمع والعلاقات الإنسانية بصفة عامة وبالتالي كان له تحوّل مبدئي في إطار أنّه يبحث في أكثر من معنى إنساني وأكثر من جانب إبداعي وفق مدير الصالون. ... وتندرج "هديل القوافي" ضمن الشعر العمودي وغرض الغزل العذري فالشاعر مازال متشبثا بالثنائية القديمة وهي الهجر والوصل وثلاثية العاشق والمعشوقة والرقيب حسب الشاعرة والناقدة فاتن بلحاج صالح. ويتغنى شعره بمحاسن الحبيبة وأخلاقها وجمالها الروحي ولم يصل بعد إلى التغزل بجسد المرأة. ويقول الشاعر عامر فريح إنّ الشعر هو كلام موزون مقفى أي أنّ الإيقاع هو أساس الشعر في حين ترى فاتن بلحاج صالح أنّ في قصائده إضافة إلى الإيقاع التقليدي هناك إيقاع آخر وهو إيقاع الذات في علاقتها بالحبيبة. وتميز ديوانه الثاني ببعض من التجديد والتحرر والتمرد في الصور الشعرية المواكبة لعصرها الحديث خاصة في الومضات القصيرة والتي كانت في ديوانه الأوّل في ارتباط عميق بعمود الشعر وكأنه يريد أن يلامس القصيدة النثرية التي تقوم أساسا على إرباك القارئ وإحداث الدهشة إذ أصبح يمس تفكيرنا وهذا تطور في حد ذاته في انتظار أن يتمرد على الشكل والإيقاع نهائيا ليصبح الإيقاع إيقاع الذات في تناغمها مع إيقاع الحياة إذ هناك تجديد في الشكل فقط في القصيدتين الأخيرتين "زارني" و"إن" حسب ما أوضحه بلحاج صالح. ويقدم الصالون الجمعة 16 جوان الجاري بداية من الساعة الخامسة مساء المجموعة القصصية "قرية بوتيرو" الصادرة سنة 2023 للكاتبة والقاصة لمياء نويرة بوكيل والتي سيقدمها الجامعي عبد المجيد يوسف. تابعونا على ڤوڤل للأخبار