احتضن معلم دار الشرع مساء أمس أمسية خصصت لتقديم رواية "جبل الجلود نيران جاشي" لتوفيق العلوي المتوجة بالجائزة الأدبية للكومار الذهبي لسنة 2023 ضمن برنامج المكتبة الجهوية بالمنستير للاحتفاء بالدورة 30 للمهرجان الوطني لمصيف الكتاب الذي يتواصل إلى غاية 3 أوت. وجاءت رواية "جبل الجلود" في 390 صفحة وقد صدرت سنة 2023 عن دار محمد علي للنشر ضمن سلسلة "فتون" بإشراف الأستاذ محمّد الخبو. وهي تعدّ ثمانية وعشرين فصلا اختار لها الروائي عناوين مختلفة على غرار "حديث الماء"، و"حديث التراب"، و"حديث الهواء"، و"حديث النار"، و"حديث الصخرة"، و"خامسهم العزري"، و"صراع"، و"خبز المغسّل"، و"الاحتفال بالجبّة"، و"إضراب الحمير"، و"انتخبني"، و"وجيعتي". ... ويرمز جبل الجلود الواقع جنوب العاصمة إلى المنطقة الشعبية العمّالية وإلى ضحايا الأوضاع المزرية، وهو العنصر الجامع لكلّ مكوّنات الرواية من شخصيات وأحداث وإطار وقضايا وفق مداخلة قدمها الباحث الجامعي عمر الإمام حول رواية "جبل الجلود نيران جاشي. وبيّن عمر الإمام أنّ العنوان الفرعي "نيران جاشي" يحيل إلى حرقة الوجدان، مبينا أن الرواية كلّها قائمة على كشف دواخل شخصياتها في نيرانها الموقدة نفسانيا بفعل الحرق والوجائع "بقدرة عربية عجيبة متراوحة بين العربية الفصحى في أبعد أعماقها وعربيتنا الجميلة. وبين أن كلّ الرواية قائمة على المعالجة الفنية المتفردة والقضايا الإنسانية الحيّة المعيشة التي يكابدها سكان جبل الجلود. ونجد في الإهداء "خطاب الروح" وهي كلمات من تأليف توفيق العلوي موجهة إلى أهالي جبل الجلود وفيها لمسة وفاء لأرواح الضحايا فهو مثقف عضوي حامل لرسالة المجموعة. وأضاف أن الكتابة الروائية تكشف التاريخ الحيّ من داخل الحياة الواقعية بألوان المعاناة والأوجاع ثم يأتي العنوان الفرعي خطاب الجأش وهو خطاب النفس الملتاعة لإشتراك توفيق العلوي مع أهالي جبل الجلود عشق الروح الشعبية في تعبيرها عن عشق الحياة. ويجسم هذا الإهداء لونا من ألوان الالتزام بقضايا هؤلاء الضحايا المعذبين في جبل الجلود لينتقل بالرواية كمنجز فني إلى خطاب إبداعي فني وظيفته تأثيرية للوصول برسالة الباث المنشئ توفيق العلوي بالرواية إلى مقاصده التوعوية. ولم يكن وعي توفيق العلوي النقدي مقتصرا على العتبات بل كان داخل الصياغة الفنية الروائية إذ في كلّ صفحة تقريبا هناك صيغة أو مصطلح أو كلمة تدل على وعيه بكتابته وهو يكتب. ولم يكن توفيق العلوي في هذه الرواية مجرد واصف أو كاتب لرواية بل كان مُنظرا تنظيرا انشائيا من ذلك أنّه يعدد في مواقف عديدة امتزاج الواقع بالخيال. واعتبر الجامعي عمر الإمام أن توفيق العلوي ارتقى بالرواية التونسية إلى مصاف الكتابات الروائية المتميزة فضلا عن القضايا السياسية والاجتماعية التي عالجتها. تابعونا على ڤوڤل للأخبار