ملاحظة: هذا المقال غير مخصص للمتفائلين جدا جدا استفاق مواطن كعادته كل يوم في ساعات الصباح الأولى بعد ليلة مليئة كالعادة بالكوابيس التي عادة ماتنتهي بسقوطه من مكان مرتفع للغاية يطلق اثره صيحة فزع ويفتح عينيه ليجد زوجة لامبالية ترقد الى جانبه يمثل وجهها الى جانب وجوه الدائنين والحماة أبطالا رئيسيين في سيناريوهات أحلامه الكارثية ينهض متثاقلا محبطا ويتوجه ليغسل وجهه الذي مل رؤيته ولكنه يتسائل لماذا عليه أن يعيد الكرة يوميا خاصة وأنه سينام في مقر عمله فيقرر عدم شطفه بالماء ويصفع نفسه حتى تفتح عيناه جيدا ، يرتدى ملابسه التي لم تعد تحتمل رائحة جسده وعطره الرخيص ويخرج خاوي البطن بمباركة من زوجته النائمة يخرج الى الشارع فتقابله وجوه لا تختلف في ملامحها عن وجهه فيحاول تفادي النظر اليها ويركز على تفاصيل أجساد أنثوية زادته غبنا فمنذ اليوم المشؤوم الذي قرر فيه الزواج قطع مع ماضيه الحرام بكل تفاصيله المثيرة وحاول فتح صفحة جديدة لا تؤثثها الا شريكة حياته المملة لا فائدة من الحديث عن معاناته في الحافلة وفي مقر عمله وعن الروتين الذي ينخر حياته يوميا حتى حوله الى مجرد آلة تعيد نفس الأشياء يوميا...خرج أخيرا من مقر عمله وتوجه الى الحانة اين احتسى كما هائلا من المشروبات الكحولية رخيصة الثمن وخرج الى الشارع يتمايل مترنحا من تأثير المشروبات التي استقرت في معدته كان يتمنى دائما أن تكون ميتته سريعة لا معاناة فيها وكان له ما أراد فقد صدمته سيارة مجنونة فطار ثلاثة امتار في الهواء قبل أن يهوي على الأرض وقد سالت دمائه المائلة الى الزرقة ولكن لسوء حظه لم يمت على الفور وتوقف صاحب السيارة وعاد اليه مسرعا ونقله الى المستشفى تواصل سوء حظ مواطن وأسعفه الأطباء سريعا فصاحب السيارة كان شابا غنيا لم ينقله الى مشفى عمومي بائس بل الى مصحة خاصة استقبلته بالورود وبالسجادة الحمراء خاصة وأن الشاب كان ابنا لصاحب مقام رفيع قام بدفع كافة المصاريف بسخاء وذهب في حال سبيله فضحيته لم تكن بتلك الأهمية التي قد تؤخره عن موعده الهام وسارع الجميع الى مواطن الكل يرغب في انقاذه فالمصاريف دفعت بالكامل ونجحوا في انقاذه في اللحظات الأخيرة باشراف شخصي من صاحب المصحة واستفاق مواطن بعد مدة على وجه زوجته الصبوح تهنؤه في برود بسلامته وكأنها كانت تتمنى له العكس خاصة وأن مخططا آخر كان يدغدغ دماغها دائما ويمثل زوجها الغبي عائقا أمام تحقيقه خرج مواطن أخيرا من المصحة منهكا خائر القوى بعد أن تنكر له الحظ وحرمه من الوفاة على ذلك النحو ولكن القدر ابتسم أخيرا في وجهه وحقق له أمنتيته فقد صدمته نفس السيارة المسرعة التي كادت تقتله فيما مضى ولكن هذه المرة لم يتوقف الشاب الغني بل أكمل طريقه وأراح مواطن من حياته الى الأبد ,,,هذا اذا كانت تسمى عيشته حياة أصلا