انطلقت يوم السبت بفضاء المكتبة المغاربية ببن عروس فعاليات ندوة "دور المكتبات العمومية في الحد من ظاهرة الانقطاع المدرسي: التحديات والمقاربات والاستراتيجيات"، التي تنظمها المكتبة المغاربية، وجمعية أحباء المكتبة والكتاب ببن عروس بالتعاون مع مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية . وأفادت مديرة المكتبة ورئيسة جمعية أحباء المكتبة والكتاب ببن عروس فتحية شعبان في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن تنظيم هذه الندوة يأتي في سياق انفتاح الجمعية على الشواغل المجتمعية في البلاد، ومحاولة فتح منبر نقاش معمق بالاستعانة بعدد من المختصين لبلورة تصورات وحلول وتقديم مقترحات يمكن الاستئناس يها في معالجتها. وبينت أن اختيار "دور المكتبات العمومية في الحد من ظاهرة الانقطاع المدرسي: التحديات والمقاربات والاستراتيجيات" يندرج في صلب هذا المشغل الذي تعمل عليه الجمعية والمكتبة بشراكة استرتيجية مع مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية وكان من ثمارها عديد الندوات والملتقيات. واعتبرت شعبان ، أن الحد من ظاهرة الانقطاع المدرسي أصبح تحديا حقيقيا، وعلى المهنيين والهياكل ذات العلاقة ان تبحث في مسبباته وتضع مقارباتها للحد منه، بالنظر للاستتباعات الخطيرة التي تنجر عن تفشيه مجتمعيا وتربويا واقتصاديا . ... من جانبه ، أوضح مدير عام مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية يوسف بن عثمان أن مشاركة المركز في هذه الندوة يأتي انطلاقا من استشعاره لناقوس الخطر بعد صدور الإحصائيات التي تقدمها الدوائر الرسمية عن ظاهرة الانقطاع المدرسي، والتي تشير إلى أرقام مفزعة تتجاوز المائة ألف انقطاع سنويا، وهو ما يؤشر إلى معضلة حقيقية تستوجب إيجاد حلول ومقاربات لها، ولعل مدخل دور المكتبات العمومية في معالجة هذه المشكل الذي وصفه بالخطير هام ومحوري في مداخل هذه المعالجة . وأضاف بن عثمان، أنه بالإضافة إلى المدخل العائلي والتربوي والاجتماعي يطرح دور المكتبات العمومية كفضاء للمطالعة ولبناء الذهنية والشخصية السليمة والمستقيمة فضلا عن الأنشطة التثقيقية والتوعوية والورشات التي يقدمها لرواده وأشار مدير عام مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية، أن المركز أنجز مجموعة من الدراسات تطرقت إلى هذه الظاهرة وشملت أكثر من عنوان. ويتضمن برنامج الندوة التي تتواصل على مدى يومين مجموعة من الجلسات العلمية يحاضر خلالها مختصون في التربية وعلم الاجتماع في عدة مسائل مرتبطة بالظاهرة على غرار التنشيط الثقافي المكتبي ودوره في مواجهة الهدر والتهرب المدرسي، والبحث في الأسباب المؤدية إلى الانقطاع المدرسي والعلاقة بين فقر التعلم والارتفاع المسجل في معدلات الانقطاع المبكر عن التعليم في تونس، والتعثر المدرسي من التوصيف إلى التخفيف من خلال مقاربة تفكرية تدبرية. كما سيتم بالمناسبة تقديم دراسة تطبيقية حول الانقطاع المبكر عن التعليم ومقاربات في التحفيز على المطالعة لدى التلاميذ . وستتطرق الندوة في يومها الثاني الى مسألة القراءة والمطالعة وأهمية وجود الكتب في محيط الطفل من خلال مؤشرات دولية، والشروط التعليمية لمقاومة الانقطاع المدرسي والانقطاع المدرسي من التعلمات إلى انسنة المدرسة. كما تطرح تساؤلا بخصوص الفشل المدرسي وهل هو فشل متعلم ام فشل مدرسة، إلى جانب ارتباط الضعف اللغوي بالانقطاع المدرسي والمدرسة الجاذبة ودورها في مواجهة ظاهرة التسرب المدرسي والهدر التربوي. وتقدم الندوة رؤية نقدية في مشاريع مواجهة الفشل الدراسي، إلى جانب تقديم دراسة علمية إحصائية عن الانقطاع المدرسي خلال الفترة 2015-2024. تابعونا على ڤوڤل للأخبار