لاقت المداخلة التي ألقاها الصحفي لطفي العماري في افتتاح الملتقى الاقليمي الذي نظمته اليونيسيف بالقاهرة الأسبوع الفارط حول صورة الطفل في الإعلام العربي صدى طيبا للغاية حيث شدت انتباه الحاضرين واقترح على لطفي العماري صفة مستشار في اليونيسيف لما تضمنته مداخلته من حقائق يرفض البعض التحدث عنها... فقد أشار لطفي العماري في مداخلته إلى المحيط الذي ينشأ فيه الطفل العربي والذي عادة ما يكون «موصوما بالانشطار والانفصام إذ أن عينيه تكونان مشدوهتين لما تنتجه التكنولوجيا لكن عقله وروحه مقيدان بما تمليه عليه الميثولوجيا بعد أن أضحينا نعيش مرحلة من عناوينها ''''أسلمة'''' الهاتف الجوال ويصبح لدينا الهاتف الجوال الاسلامي, ومعجون الأسنان الحلال » وقال إننا نتعامل مع المنجز الحداثي الغربي ونستفيد منه لكن بعقلية تشيطن هذا المنجز ما دام يأتينا من الغرب الكافر ومن المحيط الذي ينشأ فيه الطفل العربي، انتقل رئيس تحرير مجلة «حقائق» إلى الصور المتداولة في الدراما العربية قائلا إن الطفل العربي ينشأ على صور ثقافية معينة، «فالصور المتحركة غزتها البنات المحجبات بدعوى التمايز عن بنات الغرب المتحررات .. والمد الرجعي يصر على اعادة الأمور إلى ما كانت عليه عندما كان الرجل رجلا والمرأة امرأة والولد ولدا والبنت بنتا وذلك وفق عقلية ماضوية ما تزال تصر على شيطنة المرأة واعتبارها أصل الداء ما دام تحررها وانعتاقها هو سبب البلية وبالتالي فلا حل سوى في إعادتها إلى حيث كانت لاسترجاع ماض مجيد» ... كما ذكر أن «رياح التحديث التي هبت على بعض المجتمعات العربية سرعان ما تراجعت اثر العودة لعقلية تقليدية ما انفكت تلعن التحديث وترى فيه تسيبا زعزع أركان العائلة العربية الإسلامية » وعرج على صورة الطفل في الدراما التونسية من خلال مسلسلي «صيد الريم» و«كاستينغ» قائلا إنهما «مثلان عن حال التنميط التي تعيشها الدراما التونسية والعربية بصفة عامة وهما أنموذج لصورة كلاسيكية للطفل يكون فيها إما بطلا أو منحرفا ولو أنه في كليهما يرتدي لبوس الضحية، إما ضحية واقع مادي مترد أو ضحية واقع اجتماعي مختل / الطلاق أو اليتم أو سجنا الأب/ ... وبطرحه هذا دعا لطفي العماري إلى ضرورة التفكير في واقع الطفل العربي وصورته لما لهما من تأثير على مستقبل عالمنا العربي كل... شيراز الصورة: حفل اختتام الملتقى الاقليمي لليونيسيف بالقاهرة