يحتضن المركز الثقافي الدولي بالحمامات "دار المتوسط للثقافة والفنون" معرضا فرديا للفنانة التشكيلية حنان بن عمارة، وذلك من 11 إلى 24 أكتوبر الجاري في رواق الفنون بالمركز الثقافي الدولي "دار سيباستيان". ويسجل هذا المعرض انطلاق برمجته للموسم الثقافي الجديد 2025/2026. وتسعى حنان بن عمارة من خلال لوحاتها إلى استكشاف حدود التجريد بوصفه أداة للتأمل البصري والتجريبي، مجسدة بذلك مسارا فنيا يزاوج بين التكوين الأكاديمي والبحث الجمالي الحداثي. وتعتمد هذه الفنانة الحاصلة على ماجستير في تاريخ ونظرية الفن، وتكوين في الفنون الجميلة، على مقاربة تشكيلية تقوم على تحويل اللون والمادة والإيماءة إلى لغة بصرية غامرة مستلهمة من التعبيرية التجريدية والتجريد الليريكي وهو أسلوب في الفن التجريدي يركز على التعبير عن المشاعر والحدس من خلال اللون والشكل والخط بشكل عفوي وحر بعيدا عن الأشكال الهندسية والقيود الموضوعية، لتجعل من اللوحة فضاء للتعبير عن المشاعر والذاكرة والروحانية. ويشكل المعرض أيضا محطة مفصلية في تجربة حنان بن عمارة الفنية إذ يشهد إدماج تقنيات رقمية متقدمة كالذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي ضمن ممارستها التصويرية لا كمجرد أدوات تقنية وإنما كوسائل لتوسيع حدود الرسم وتضخيم ديناميكية الحركة داخل اللوحة، فالفنانة لا تسعى إلى تجاوز الرسم التقليدي بقدر ما تهدف إلى إثرائه وفتحه على أفق جديد حيث يلتقي الملموس باللامادي. ويقدّم المعرض للزوار تجربة حسية وفكرية معاصرة يكون فيها التجريد وسيلة لتأمل العلاقة بين الإنسان والتقنية ولإعادة التفكير في موقع الفنان أمام التحولات التكنولوجية المتسارعة، وفي كيفية تفاعلنا مع الصورة في زمن الواقع الرقمي.