أما بعد، انا المواطن حمدي مسيهلي صاحب بطاقة تعريف تحمل ثماني ارقام كعامة الشعب ابلغ من العمر 29 سنة متخرج من معهد الصحافة وأبحث عن زوجة يسرني ان اتقدم بهذه الملاحظات التي وجدتها ضرورية كي تكتمل الصورة لدى قراء موقع بابنات بعد الكم الهائل من التعليقات المتهجمة التي عرفها مقالي الاخير عن والكثير من مقالاتي السابقة بخصوص المقال أشكر الله أن هناك من يقرأ مقالاتي كاملة ويجهد نفسه في القراءة بين السطور بعد أن لاحظت من خلال التعليقات ان الكثيرين يقرؤون العنوان لا غير مع قراءة سريعة للمحتوى دون التريث قليلا لفهم مابين الأسطر بل ولا يلتفتون الى بعض التعاليق التي تحاول توضيح الأمور ووضعهم في الصورة كما أحترم القارئ فاني أحترم نفسي وقلمي في المقام الأول ولا أقدم له بضاعة ساذجة كتلك التي نجدها في غالبية صحفنا والتي تقتصر على مدح المسؤولين والتصوير الدقيق لحالات القتل والاغتصاب اضافة الى التحاليل المستفيضة لأحوال كرتنا التعيسة بل اعتمد أسلوبا أجده محترما وبعيدا كل البعد عن تلك القوالب الجاهزة والغبية من قبيل "أسعار البطاطا في ارتفاع و"الطماطم" مفقودة" أو "لماذا يقبل التونسي على الاكلات الخفيفة" أو "اسرار تنشر لاول مرة عن قطة نانسي عجرم" وغيرها من الكليشيهات المقيتة منذ قررت الكتابة في هذا الموقع أردت التعبير بأسلوب مختلف يسمى في اللغة الفرنسية بsecond degré يقدم في العادة نقيض ما يراد قوله اعتمادا على السخرية والتهكم اضافة الى استعمال الترميز احيانا لدفع القارى على فك رموز المقال او ما يسمى في الفرنسية بال décryptage طبعا انا انتمي لبني البشر ولذلك احيانا أخطأ واحيانا اصيب ولكن المهم في ذلك طرح افكار قد تبدو غريبة للبعض في مجتمع تعاني صحافته من التبعية المفرطة للعادات والتقاليد ولا تقوم بدورها في انارة الفكر العام او تقديم افكار تحررية بل على العكس عادة ما تستبله القارئ وتعتبره قاصرا لذلك ارحب ببعض التعليقات التي تنتقد مقالاتي بأسلوب محترم وبعد قراءة متأنية لها لا تلك التي تصب في خانة التهجم المجاني والسب هناك من قال لي ان مناخ الحرية الان اصبح متوفرا وعليك الركوب عليه والابتعاد عن هذا الاسلوب..آسف سيدي اجد نفسي مرتاحا جدا مع هذا الاسلوب الذي لم اختره خوفا او خشية كما يظن البعض بل اقتناعا كما اعتبر ان ما يحدث الان على الساحة الاعلامية اصبح شبيها بالفوضى فمن كانت بالامس منشطة درجة خامسة اصبحت اليوم تتكلم في السياسة وتحاور الوزراء ومن لم يتكلم طوال حياته الا في الكرة تحول الى محلل سياسي يسب من يشاء ويشتم من يشاء باسم حرية التعبير ومن اقتصرت مقالاته في السابق على تصوير تضاريس هيفاء وهبي صار يفتي في شؤون الحكومة ويقدم البدائل السياسية ليس دوري الان كما يفعل غالبية الصحفيون سب وشتم النظام السابق بعد ان كانوا حملانا وديعة في عهد بن علي و ركب الجميع على الحدث وصاروا كلهم فرسانا للقلم والكلمة الحرة..فهذا المناخ يشجعنا على القطع مع الماضي والابتعاد عن بكائيات الأطلال والتسلح بمزيد الجرأة فأين كان هؤلاء قبل سقوط النظام ولماذا يتسابقون اليوم لانتقاده بعد أن كانوا بالأمس القريب يمجدونه ويهللون له؟؟ هذا التوضيح ليس من باب الشعور بجنون العظمة او لعب دور الضحية بل هو محاولة بسيطة لوضع بعض النقاط على الحروف مع العلم ان الكتابة في هذا الموقع ليست مورد رزقي وانما اكتب لأني أجد متعة كبير في ذلك ولست عميلا الا لضميري وقلمي..وللوحة المفاتيح التي تسمى clavier وأخيرا وفقنا الله لما فيه خير الامة وعذرا على الازعاج ولا يسعني الا ان اتقدم بالشكر للسيد "باعث القناة " لتوفيره هذه الفرصة لي..والسلام حمدي مسيهلي