غريب ما يحدث هذه الأيام من تهجم صريح وواضح على بعض الأحزاب والرموز السياسية التي حظيت وتحظى لحد الآن بدعم شعبي كبير نتيجة نضالاتها الكبيرة وتضحيات رجالاتها الذين قاسوا في السجون والمنافي وتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب من أجل حرية تونس حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية تتعرض اليوم لحملة إعلامية بشعة أكثر مما تعرضت له أيام الحكم السابق بعد أن إقتلعت الإعتراف القانوني بها وأصبح يحق لها العمل في العلن مثلها مثل كل الأحزاب ذات المرجعيات الأخرى أنا شخصيا لا أدافع عن الحركة تحديدا فلها رجالها الذين يدافعون عنها بل دفاعي عن الديمقراطية التي بذل شبابنا دماءه الغزيرة لتحقيق كرامة وحرية تونس لذلك من واجبي كإعلامي يحترم دماء الشهداء أن أحمي ولو بالكلمة هذه الديمقراطية الناشئة من أي إقصاء لأي طرف أو حزب لأن تونس لجميع أبناءها وأبناؤها قاسوا الأمرين طوال خمسين سنة من الدكتاتورية وتهميش الرأي المخالف من حق أي شخص إنتقاد أي حزب بما فيها حركة النهضة ولكن من غير المقبول إتهام طرف بالإرهاب والتطرف دون دليل سوى الإعتماد على أراجيف وأكاذيب نظام إستعمل الميليشيات المسلحة والقناصة من فوق أسطح المنازل لقتل المواطنين في الشوارع لم تعد "فزاعة التطرف الإسلامي" تنطلي على الشعوب العربية أو حتى على النظم الغربية التي تأكد لها بأن النظم الدكتاتورية تأخذ من شعار محاربة لإرهاب كمطية لآبتزازها وقمع الشعوب لإطالة حياة النظام على حساب الحريات وحقوق الإنسان وهاهو العقيد القذافي يقتل شعبه وينتهك الحرمات وعلته في ذلك حماية المنطقة والغرب من القاعدة من الغريب أن تهاجم حركة النهضة من أطراف علمانية متطرفة ساندت النظام السابق ولم تتجرأ حتى اليوم للإعتراف بخطئها والإعتذار للشعب بل إتخذت من الحركات النضالية هدفا لسهامها علتها في ذلك تخوف غير منطقي من إنقلاب الحركات ذات الخلفية الإسلامية على الديمقراطية ناسية بأن الشعب أكد في ثورته أنه لا رجوع لحكم الحزب الواحد ورغم الضمانات الكبيرة التي قدمها راشد الغنوشي من حيث إستعداده حركته في قبول مجلة الأحوال الشخصية وآحترام مبدإ المساواة بين الرجل والمرأة والإختلاف في الرأي إلا أن متطرفي الحركة العلمانية يصرون على تشويه حركة النهضة ويلحون على ضرورة إقصاءها من المشهد السياسي ما يشكل خطرا على الديمقراطية التي تقبل بمختلف الآراء ضمانات النهضة لم تقتصر على الأقاويل فتاريخها يشهد بذلك حيث دخلت في عديد التحالفات مع عديد الأحزاب ذات الفكر المختلف كالشيوعيين واليساريين والقوميين سواء بعد سقوط النظام في مجلس حماية الثورة أو حتى في سنوات الجمر في تحالف 15 أكتوبر لذلك لا خوف من هذه الحركة المعتدلة التي تعتبر صمام أمان لحماية أبناءنا من الإنزلاق إلى مخاطر التطرف من جهة وبث قيم الإسلام فيه بعد أن عمل بن علي تجفيف منابع الإسلام في تونس نرجو من الجميع إحترام الديمقراطية سواء من الإسلاميين أو العلمانيين أو الشيوعيين أو غيرهم فلا مجال اليوم للعمل السري مخافة القمع فتونس اليوم تستوعب كل أبناءها ولا وصاية بعد الآن على إختيارات الشعب الذي سيحقق رغبته في صناديق الإقتراع