كثير من أبناء حركة النهضة التي فازت في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي انتقدوا بشدة الاختيارات المفترضة للحزب فيما يتعلق بمنصب رئيس الجمهورية انتقاد وصل الى حد الرفض لشخصية الباجي قائد السبسي باعتباره يمثل الجيل الذي اسس لأحادية سياسية . طبعا موقف أنصار حركة النهضة مبني على العاطفة وليس على واقع سياسي يحتاج إلى توافق وشخصية توافقية يحترمها الجميع كشخصية الباجي قائد السبسي استطاعت في ظرف 8 اشهر من استرجاع الامن للبلاد وتطوير نسبي للاقتصاد والتقليل ولو بنسبة ضئيلة في البطالة وهو ما وعت به قيادة النهضة. حركة النهضة وان لم تصدر بيانا تؤكد فيه الخبر ومازالت محتارة بين شخصية السبسي والمستيري ومصطفى بن جعفر وغيرها من الشخصيات السياسية لكن يبدو حسب تصريحات السيد حمادي الجبالي في القناة الوطنية فان السبسي هو المرشح الأول لمنصب رئيس الجمهورية بعد الانتخابات. ان هذا الاختيار ان تحقق هو خطوة سياسية ذكية من قبل حركة تعرف جيدا الصعوبات القادمة والأمر لا يتعلق بالسبسي فقط فالنهضة ستبقي على ما يبدو بعض الوزراء التكنوقراط من الذين اشتغلوا في الحكومة المنتهية ولايتها لأنهم نجحوا في مهمتهم بصفة كبيرة وستقوم الحركة بالعمل القاعدي بالتواصل مع الشعب وحل مشاكله شيئا فشيئا مستلهمة من التجربة التركية والماليزية الناجحة ورغم ان المعارضة اليسارية التي ستتشكل كقوة حقيقية في البلاد لن تصمت على اقل خطا ترتكبها الحركة الإسلامية فان الحزب الفائز متيقن لكل الأخطار وسيعمل بكل جهده لخدمة التونسيين. رئيس الحكومة المتوقع السيد حمادي الجبالي هو بدوره شخصية معتدلة تحظى بشعبية حقيقية وبتوافق نسبي وله علاقات خارجية جيدة ويحظى باحترام من طرف جميع الأطراف وسيعمل السيد الجبالي على تحقيق التوافق وطمأنة رجال الأعمال وهو ما حصل بالفعل حينما طمأن بورصة تونس حيث أكد على ضرورة مساهمة جميع الأطراف في تحقيق التنمية وتطوير الاقتصاد. تونس في كل الأحوال هي المستفيدة من هذه التجربة الديمقراطية وعلى الجميع التكاتف لتحقيق طموحات التونسيين وتطلعاتهم.
