تم بعد ظهر يوم الخميس في صفاقس تشييع جنازة الشاب يسري الطريقي الذي نفذ فيه حكم الاعدام في العراق يوم 16 نوفمبر الجاري وسط حضور مكثف من المواطنين والمتعاطفين معه وممثلين عن عديد الحساسيات الفكرية والسياسية والنقابية والحقوقية. وأقيمت صلاة الجنازة على الفقيد بجامع سيدي اللخمي بباب الجبلي من قبل جموع الحاضرين قبل ان يوارى الثرى بمقبرة عبيد بمعتمدية ساقية الزيت. وخيمت على موكب تشييع الجثمان اجواء من الحزن الممزوج بالاريحية والقبول بالقضاء والقدر وحتى الاعتزاز حيث صرح السيد فاخر الطريقي والد الفقيد ل"وات" انه واثق من ان ابنه "هو الآن في جنة الفردوس"، موجها رسالة طمأنة إلى الشعب التونسي حيث قال "ان ابنكم مظلوم ولم يفعل شيئا يجعلكم تخجلون منه". كما جدد عزمه على رفع قضية ضد السلطات العراقية للقضاء الجنائي الدولي مضيفا ان القضاء التونسي الذي سيساعده على القيام بهذا الحق سيرتكز في البداية على تقرير الطبيب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس الذي أكد له وجود إصابات قديمة في جسمه ورصاصة في فخذه نافيا في ذات الوقت ان يكون ابنه تعرض للتعذيب. وقد رفع المتعاطفون مع يسري الطريقي لافتات كتبت عليها آيات قرآنية وتضمنت معاني المواساة وتمجيد الشهداء. وكان جثمان الفقيد وصل البارحة الى مقر سكناه بصفاقس قبل ان يتم نقله الى قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس ثم إعادته إلى مقر سكناه من جديد وسط حضور مكثف للمتعاطفين والمواسين الذي قدموا من عديد ولايات الجمهورية.