د.خالد الطراولي [رئيس حركة اللقاء] بالأمس مرة أخرى لم يحصل النصاب وتأخر موعد المجلس وأعرب رئيسه عن غضبه ونشاطره ذلك ونتساءل مجددا لماذا هذه الغيابات "بالكمشة" والمتكررة؟ هل هو الملل والضجر؟ فإذا كان ذلك كذلك فاعلموا سادتي النواب أن نيابة الشعب ليست نزهة ترفيهية ولا "جنة فيها بريكاجي". هل هو هروب من المشاركة لقلة الزاد والزواد؟ فإذا كان ذلك كذلك فلماذا الارتماء في بحر لم تعدوا عدته ولاعرفتم سباحته وأخذتم مكان آخرين كانوا أكثر كفائة وإلماما ولعلهم ساهموا في سرعة إنجازه وحسن آدائه؟ إن العنوان الأكبر لهذه الغيابات المتكررة للبعض منكم هي اللامسؤولية وقلة الوعي. نحن لا نزايد عليكم في الوطنية فكلنا أبناء هذا الوطن لكنكم اخترتم الوقوف في الصفوف الأولى لخدمة هذه البلاد التي لم تبخل عليكم بالمرتب العالي ومنازل الرفاه. فمرتباتكم تقارب الأضعاف للأجور الأدنى وحالة الناس اليوم في سوء وحاجة، فرجاء قليل من الحياء. البلاد على كف عفريت والأعداء متربصون بها من كل جانب وفي كل حين، والتجمع وأزلامه بلغوا من الجرأة أن يهيئنا البعض لاستقبال المخلوع في بيوتنا، ودستور البلاد بين مد وجز، وسنة أخرى مفتوحة الأبواب، وانتخابات أصبحت مواعيدها أقرب إلى السراب، وثورات الربيع العربي عند جيراننا تهتز أطرافها، وأنتم تجدون راحة الضمير فتغيبون وتتأخرون ولا يكتمل النصاب. إن هذه اللامسؤولية وقلة الوعي تتطلب حسما وحزما من قبل رئاسة مجلسكم، من غاب في مثل هذ الظروف ينقص من مرتبه ومن أعاد ذلك يقال. إن تونس ليست كعكة، ولكنها تكليف وتشريف، والثورة ليست نزهة ولكن دماء سالت من أجلها وعذابات وجراح، وخدمة البلاد مسؤولية أخلاقية وقيمية بامتياز ومن أراد مصلحة هذه البلاد وأهلها الطيبين فعليه ان يستشعر خطورة هذه اللحظة ولا يساهم دون أن يشعر في خذلان معركة البقاء.