لاشيء يُشعر الإنسان بالقهر و الغبن أكثر من الإحساس بالظلم و نكران الجميل , و لا شيء يعوّض الإنسان في شرف مهنته و قيمته الإعتبارية أمام أهله و أبنائه و محيطه القريب و البعيد غير القرارات الظالمة. أن يجمع السادة مختار الطريفي وهو الرئيس السابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و محمد الفوراتي رئيس تحرير جريدة الفجر و صلاح الجورشي وهو الناشط الحقوقي و السياسي المعروف على تعرّض العقيد لطفي القلمامي لمظلمة حقيقية بسبب خلط و تشابه في الأسماء هو نتيجة طبيعية لبعض القرارات الشعبوية التي اتّخذها السيد فرحات الرّاجحي بعد الثورة عندما تولّى وزارة الداخلية لمّا أحال على التقاعد الوجوبي 42 من الكوادر الأمنية, حصل ذلك في قناة التونسية في برنامج " التاسعة مساء " يوم 18 مارس 2013 وقد رفض وقتها فرحات الراجحي حضور الحصّة لواجهة الرّجل. لقد أقرّ فرحات الرّاجحي في برنامج " الصراحة راحة " على قناة حنّبعل بخطئه عندما قال : " هناك شخص ظلمته " و كانت فرصة للإعتذار للعقيد القلمامي خاصة لعائلته و أبنائه فهو لا يريد سوى ردّ الإعتبار لذلك قرّر مقاضاته . لقد ذهب في ظنّ الجميع أنّ العقيد لطفي القلمامي من القيادات الكبرى في وزارة الداخلية وقتها وهو أمر غير صحيح على الإطلاق حتّى أنّا لما تولّى الراجحي الهيئة العليا لحقوق الإنسان بعد عزله من الداخلية توجّه إليه العقيد القلمامي شاكيا فصُدم و دعا إلى مراجعة الوضعية . يوم 11 جويلية 2012 أصدرت المحكمة الإدارية حكما بإلغاء قرار الإحالة على التقاعد الوجوبي و إنصافه بالعودة إلى عمله . و لأنّه من أبناء الأحياء الشعبية التي اندلعت منها شرارة الثورة فقد رفض التعويض المادي قائلا أنّه يوجد من هو أولى منه من أصحاب العفو التشريعي العام وهو لا يريد سوى ردّ الإعتبار و الإعتذار حفظا لكرامة أبنائه و عائلته التي تأثّرت بذلك القرار البغيض في حقّه لأنّه لم يكن ضمن المنظومة القمعية بل كان في العهد السابق في " الفريقو " منذ سنة 1997 لأنّه أراد تطبيق القانون على أحد أصهار الرّئيس السابق. لقد اتّصل العقيد القلمامي بكل الأحزاب السياسية و الجمعيات و المنظمات الوطنية و الحقوقية التي تضامنت مع محنته و دعت إلى رفع المظلمة عنه فهو لم يكن في قائمة المورّطين في منظومة الإستبداد و التعذيب كما اجتمع مع كل رؤساء الكتل داخل المجلس الوطني التأسيسي لشرح وضعيته و إنصافه. نرجو من السيد وزير الداخلية الجديد لطفي بن جدّو أن ينظر في ملفّ العقيد لطفي القلمامي و إنصافه باعتباره من الكفاءات الشابة التي تحتاجها البلاد في هذه المرحلة المفصلية من تاريخها لما سمعنا عنه من عدل و حكمة و إنصاف للمظلومين .