بقلم : الناصر الرقيق لا تخف أيّها العربّي فلن تموت قبل أجلك و إنّ قدّر لك الموت فليكن في ساحات الدفاع عن الحقّ المسلوب و دفعا لظلم غاشم فأمضي و لا تخشى الرحيل لأنّ الموت واحد سواء كنت في فراشك الوثير أو تحت عجلات دبّابة ساهمت أنت نفسك بالضرائب التي تدفعها من جيبك في شراءها أو ببندقيّة قنّاص ربّما يكون قريبا لك أو أحد جيرانك في الحيّ فكلّ النهايات واحدة لكن لا تظنّ أننا تاركوهم سنلاحقهم في كلّ مكان سنقضّ مضاجعهم سنكون كوابيس تأتيهم في أحلامهم لن نتركهم يهنؤوا بعد رحيلك أبدا. يا أيّها العربي لا تفاوض و لا تصالح و لا تجلس معهم بعد اليوم أبدا فكم مرّة خدعوك في السابق و أظهروا لك حبّا محشوّا بدسائس سمّهم الأسود و أنت كما أنت دائما طيّبا تظنّ أنّ كلّ الناس مثلك فأحذر أن يعيدوا ذلك ثانية أو ليس أجدادهم من إجتمعوا لقتل الرسول صلّى الله عليه و سلّم و أرادوا أن يتفرّق دمه بينهم فهكذا هم اليوم يفعلون معك إذ تراهم شِيَعًا جمعهم سفك دمك و هاهي نسائهم ترقص فرحا لمقتلك و هم يوزعون "Le bonbon " إبتهاجا بنهاية شريف عفيف صادق الوعد محترما من قبل الجميع إلاّ هم. أيّها المصرّي سلام لك ما دمت تقاوم فأنت خطّ الدفاع الأوّل عن بني العرب جميعا في معركة تحرّرهم الطويلة و لا تظنّ بالله غير الظنّ الحسن فما إبتلاك إلا لعلمه السابق بجلدك و كما جاء في الأثر أن العبد يبتلى على قدر إيمانه فأصمد ثم أصمد و لا تنحني فكما كنت في يوما أغرّ هازم التتار و المغول حين إستباحوا باقي الديار فلتكن اليوم قاصم ظهر الفراعنة الجدد و لا يذهبنّ في ظنّك أنّك تدافع عن نفسك بلى و لكنّك أيضا تقاوم نيابة عنّا جميعا و لا نظنّ إلا أنّك منصور بإذن الله تعالى. و أنت أيّها التونسي جهّز نفسك فالدور قادم لأنّهم لن يتركوك أنسيت أنّك الشمعة الأولى التي أضيئت في هذا الظلام و ألتفت يمنة فستجد من تحصّن بالجبل محاولا قتلك و تفجيرك و فرض ما يريده عليك ثمّ ألتفت يسرة لتجد أيضا من يحاول قلب إرادتك و تركيعك بالقوّة و هو الذي إتهمك بالغباء لأنّك فضّلت غيره ثمّ أنظر أسفل قدميك فستجد حثالة كنت قد رميتها ذات يوم خرجت فيه طالبا لحريّتك تحاول مجددا جذبك من إحدى أقدامك لتعرقلك عن المسير و هي التي طالما إمتهنت تلك الحرفة دون حياء ثمّ أنظر إلى الأعلى فستجد الله ينتظر دعائك فقل " اللهم إنّي مظلوم فأنتصر". و أنتم أيّها العرب أتكتفون بالفرجة و أخوكم يذبح ما هذا؟ منذ متى كان العربيّ جبانا لا ينتصر للمظلوم؟ إنّي أشكّ أن هؤلاء الواقفون متمتعين بمنظر الدماء و الأشلاء عرب تجري في عروقهم دماء عربيّة لأنهم لو كانوا كذلك لثارت فيهم الحميّة لكنّي أعتقد أن ما يجري في عروقهم إمّا نفط أو غاز خام وليس مكررا أيضا لذلك فهم يحتاجون لمصانع التكرير الأمريكية و الفرنسية و الإنڤليزية و الصهيونية ليتحركوا على إثرها و يقولوا بأن هذا الذي قتل يستحقّ الموت فما الذي أتى به إلى الميادين ليقتل كان من الأجدر به أن يجلس في بيته ليذبح كالخروف بعيدا عن عدسات المصوّرين و هكذا يريحنا من تقبّل عزاءه أيضا فقد نغّص علينا حياتنا حيّا و الآن ينغّصها علينا و هو ميّت. فلا تحزنوا أيّها الأحبّة الراحلون عنّا ليسوا هم العرب بل نحن عرب المدينة و عرب اليمن و الحجاز و الشام و مصر و فلسطين و المغرب و نحن الذين بايعنا محمّد صلّى الله عليه و سلّم تحت الشجرة و نحن الذين قطعنا دابر الطغاة من العالم و نحن الذين سدنا و سادت رايتنا فيا سادة إرتوت بدمائهم الميادين لا تحزنوا إنّ الله معنا إذ يعدنا سبحانه فيقول " فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ".