أبو مازن لما طلّ صديقنا العقيلي، هجرت فراشي وطال ليلي، ورحت أستعرض مسلسل إرباك الدولة الطويلِ، فأتبين اللغط من اليقين دون نقصان ولا تهويلِ، و رحت أسأل الأهل والجيران وخليلي، أين كان هذا الهمام أيام اعتصام الرحيلِ، لو عرض يومها ما عرض لأراحهم من الرقص والتطبيلِ، أم أن هذه المعلومات وليدة يوم جمعت دون كيلِ. كنا يومها أقرب للانقلاب فلو أسرعت يا عقيلي، لانقسم أنصار "الشرعية" بين البكاء والعويلِ، فكفيتنا شر التنازلات والحوار المرتقب العليلِ، تلك لعبة حقيرة يديرها سارق و مبتز و مرتش و مخمور بالليلِ. نطق العقيلي فصار أمره بين القال والقيلِ، و تلك غاية مرجوة من مخطط عجيب التفاصيل، فتثار هذه الأوراق بعد رفض التدويلِ، ذلك الخبر الذي تكتّم عليه بيادق الإعلام الذليلِ. كذلك ارتأت هذه الزمرة فيعظم شأنها ويُلقى لها بالمنديلِ، ولكنها أخطأت فانكشف أمرها بمُمّل التفصيلِ. ذاك أخ لمنسحب أرهق المسامع بخباثة التحليلِ، قد أخفى اسمه هنيهة حتى يمر الخبر بالتصفيق والتهليلِ، أمن و قضاء موازيان في آن واحد يا عقيلي، ثم يطالب الحضور المشبوه الحكومة بالرحيلِ. هذا حكم سياسي يضرب عرض الحائط بدماء الفقيد القتيلِ، وينزع عن رأسه المضرج بالدماء تاج الإكليلِ. قد مللنا ترهاتكم وفضّلنا عنكم الشرعية أحسن التفضيلِ، فهم رفقاء بكم يخافون غضب الله الجليلِ، و يمهلونكم إلى الانتخابات فتعلمون ضعف صوتكم بالحجة والدليلِ، وتعيدون خلط أوراقكم علكم تظفرون بالبقايا بعد هذا الصهيلِ. أفّ لشناعة أفعالكم و ماقترفت ألسنتكم من البهتان والتهويلِ، فلن تنالوا إحباط الشعب وهو متربص لكم بقطع السبيلِ، فلا خيل لكم تحملون عليها و فيكم حذّاق لسياسة التدجيلِ، ولستم انقلابي مصر فتحوّلون باب سويقة إلى خان الخليلي، تعسا لبهاتة الألوان عندكم فانصرف عنّا يا عقيلي.