في لقاء مع مجموعة صحافية في باريس، لم يخف الباجي قائد السبسي، رئيس حزب نداء تونس، طموحاته الرئاسية ولا رغبة حزبه في تسلم مقاليد السلطة في تونس إن وفرت له صناديق الاقتراع هذه الفرصة. وربط ترشيحه بأمرين: الأول، إن لم يكن هناك «مرشح أفضل» منه، والثاني أن يكون «حيا وبصحة طيبة». و بحسب ما جاء في جريدة الشرق الأوسط اللندنية , يعتقد السبسي أن نهاية حكم الترويكا، أي عمليا نهاية حكم النهضة، كانت خيرا على تونس لأنها قربتها من النظام الديمقراطي من جهة، ووضعت حدا لسنتين «تراجعت خلالهما تونس قرنين»، من جهة ثانية. فحكم النهضة كان «كارثيا» وأوصل البلاد إلى «حافة الإفلاس». وبرأيه، فإن رد فعل البورصة التي عاودت الارتفاع وانتعاش الدينار دليل على الأمل الموضوع في الحكومة الجديدة، والثقة التي توحيها ما يعززه مسارعة صندوق النقد الدولي إلى منح تونس قرضا يزيد على 500 مليون دولار كان مجمدا بسبب الأوضاع السياسية المتأرجحة. ويؤكد السبسي أنه لعب الدور الأول في إقناع زعيم النهضة راشد الغنوشي بالتخلي طوعا عن السلطة تفاديا لإدخال تونس في متاهات انعدام الاستقرار والعنف. ووفق ما يقوله، فإن إسلاميي تونس أظهروا أنهم «يتحلون بمزيد من الواقعية والبراغماتية»، مما جعلهم يفضلون المسار الديمقراطي مقارنة مع إسلاميي مصر، مضيفا أن الغنوشي «لاقى صعوبات كبيرة» في إقناع جماعته بصواب خياره. بيد أنه يبدي بعض التخوف من التعطيل الذي قد يلجأ إليه نواب «النهضة» الذين ما زالوا يتمتعون بالأكثرية النسبية في الجمعية التأسيسية ووضع العراقيل أمام الحكومة الجديدة لأنهم ربما «لم يهضموا» خسارتهم لها. وينظر السبسي لمستقبل حركته بكثير من التفاؤل لأنها «حزب الأكثرية»، ولأنها «أعادت التوازن» للمشهد السياسي الداخلي «مقابل النهضة»، لكنه يمتنع عن الخوض في التحالفات القادمة التي ستعمد إليها حركته، تاركا ذلك للمستقبل ولنتائج الانتخابات التي رجح الدعوة إليها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وردا على الذين يغمزون من قناة «نداء تونس» ويعدون أنه يضم الكثير من أنصار النظام السابق، يرد السبسي على ذلك بالقول، إنه «ليس هناك جماعات بن علوية، هناك تونسيون أخيار، وآخرون أشرار، ويعود للقضاء أن يفصل في أمرهم». وباستثناء هؤلاء، فالجميع مواطنون تونسيون «لهم الحق في المشاركة في الحياة السياسية وليس لأحد أن ينزعه عنهم». ويختم السبسي قائلا: «علينا تحاشي العزل وليست هناك عودة للفلول». ويلقي السبي نظرة على ما هو جار عند الجار الجزائري وعند «صديقه» الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي لعب دورا في التقريب بينه وبين راشد الغنوشي، والذي زاره بناء على دعوة منه قبل شهر ونصف الشهر. ويؤكد السبسي أمرين: الأول، أن بوتفليقة «ما زال يمتلك كافة قواه الذهنية»، والثاني أنه «ينوي الترشح» لولاية رابعة. لكنه، رغم ذلك يتساءل: «هل سيستطيع الترشح بسبب وضعه الصحي؟ لست أدري».