أبو مازن انتخبت واخترت بالأمس من يقود الخضراء، بعد ثورة عظيمة سكب الشباب لها الدماء، اخترت حزبا او مستقلا كما تشاء، فهل أنصفت ثورتك بحق السماء؟ أضحى اهل بلدي أحرارا يختارون دون مشقة ولا عناء، و لا يغيبون عن الصندوق فتعبث فيه يد الغرباء، وهذا صرصار حكم كيّس قد عدل بين الفرقاء، ولكنه لم ينتبه لإصبع الخطيئة لما سعى. ذمم تشترى يوم الصمت بالتهديد والتخويف والارتشاء، اموال الامارات و شبه الجزيرة جمعاء، تنفق هنا وهناك على الفقراء، سوق نخاسة: بكم الصوت قبل ساعة الانقضاء، عشرون دينارا خمسون دينارا من زاد ؟ يا سادة القوم الذي يباع ويشترى. قد غمست سبابتك في الحبر فأعلنت الولاء، لتونس الحرية والكرامة العلياء، ثم اقترعت عن طواعية النهضة أو النداء، قطعا قد أحسنت لبلدك لو كان ذلك ما تشاء. لكن الخطيئة كل الخطيئة لو غُرّر بك في الأمس فنصحوك بما لا تهوى ولكنهم ألحوا ثم أصروا فلم تجد بُدّا، أن تستجيب لمالهم و لتخويفهم فتضيع الثورة سدى. يبدو أن البعض افتقدوا هدية الانتخاب لمّا توزّع وتُعطى، قمح.. شعير .. وعود زائفة يحملها الهواء. يبدو ان مسلسل الاعلام قد اتقن العمل فقضى، على الثورة الشهيدة و الجريحة لمّا تخلّى، عن حقه الانتخابي فعدنا ثلاث سنين الى الوراء. ذلك موعد قد انقضى، ولكنك على موعد ثان مع الحبر أيها الفتى، لا تتغيب كعادتك وتهجر الصندوق لمن زوّر واشترى، فهذا مستقبلك تصنعه بسبابتك التي ترتفع الى أعلى، فتحرص على صوت تمنحه لمن ارتضيت عن قناعة لرئاسة الخضراء، فييأس أهل المال والأعمال من الشراء، وتحقق بسبابتك المغموسة الخير و الاستقرار لوطنك المفدى. ان ملاليم السفهاء تنقضي بعد فترة مهما انفقوا و أغدقوا العطاء، وان الحبر لزائل بعد أيام فماذا ترى؟