افتتح وزير الثقافة مهدي مبروك الملتقى الثقافي المغاربي التركي بتونس اليوم السبت 23 فيفري 2013 والذي يتواصل إلى غاية يوم الثلاثاء 26 فيفري الجاري، بحضور السفير التركي بتونس ووفود من الدول المغاربية المغرب، الجزائر، ليبيا، موريتانيا وفد تركي يضّم 60 شخصية بالإضافة عدد من الضيوف من دولة السعودية ومالي. وتنظم هذه المبادرة المدنية الجمعية العربية التركية التي تسعى إلى تأكيد فاعلية المجتمع المدني، حسب ما جاء في كلمة رئيسها الدكتور محمد العادل. ثمّن وزير الثقافة في كلمة الافتتاح مجهودات الوفد التركي الذي أعد هذا الملتقى بدعم من وزارة الثقافة وأكد مبروك على أهمية العمل الجمعياتي الذي يساعد على مدّ جسور التعاون قد لا تقدر حكومات الوصول اليه، وفق تعبيره. وأشاد مبروك بالنجاح المهّم الذي حققته تركيا في المجال الثقافي وهو ما تؤكده تجاربها مذكرا بالمرتبة العاشرة عالميا على المستوى الاقتصادي التي حققتها تركيا، مضيفا أن تركيا تعد قاعدة انتاج للصناعات الثقافية في الكتاب، الموسيقى وصناعة السينما وهي مستندات رمزية من شأنها دعم هذه الشراكة وفق تقديره. واقترح مبروك في الأثناء أن يكون الملتقى سنويا وترصد له جائزة "خير الدين" لأفضل عمل في الشراكة العربية التركية وتتكفل وزارة الثقافة ماليا بإسناد الجائزة لأفضل مشروع للتعاون المغربي التركي. وأبرز مبروك أن تونس فتحت جسور التّعاون إضافة إلى تركيا مع كل من روسيا والصين مشيرا إلى التمسك بالسيادة الوطنية الثقافية دون أي توجه آخر. وقال رئيس الجمعية محمد العادل أن هذا الملتقى يتنزل في إطار رغبة تركيا في تعزيز الشراكة الثقافية مع دول المغرب العربي خاصة منها تونس وليبيا كدول تعيش مرحلة الانتقال الديمقراطي، بعد تجربة الشراكة الأولى لتركيا مع دول الشرق الأوسط. وأكّد ممثلي هذه الوفود الدولية في كلماتهم خلال الحصة الافتتاحية الأولى دعمهم لمبادرة الشراكة المغاربية التركية وأهميتها ومدى حاجة دول المغرب العربي لتثمين تجاربهم الثقافية عبر التجربة الناجحة التي حققتها تركيا عملا على تحقيق حلم الأمة ببناء الوحدة المغاربية مع الشريك التركي. وفي محطة ثانية تلت الافتتاح، عقدت ندوة اهتمت بالشراكة الثقافية المغاربية التركية قدم خلالها المتداخلين جملة من الآليات الناجعة لتأسيس هذه الشراكة بين الدول المغاربية وتركيا، أدار النقاش رئيس الجمعية العربية محمد العادل بين خبراء في الاقتصاد وجامعيين و باحثين تطرقوا الى أهمية الشراكة الأكاديمية في دعم الشراكة الثقافية مع ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية، ودعم الشراكة ايضا بالمزج بين ما هو ثقافي واقتصادي عملا بشعار تركيا أن "التربية والثقافة قاطرة الاقتصاد"، إلى جانب التعاون عبر مشاريع التوأمة بين الجامعات في صيغة تبادل الخبرات الأكاديمية بين هذه البلدان، من جهة أخرى رأى المتداخلين أهمية التسويق لفكرة الاستثمار في الثقافة باعتبار الثقافة السائدة والمرتكزة غالبا على الاستثمار العقاري فحسب.