استنكر الخبير الاقتصادي معز الجودي، خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس الجمعة 22 مارس المركز الوطني إيلاف لحماية المستهلك والمطالبين بالضريبة، التصريحات التي أدلى بها محافظ البنك المركزي الشاذلي العياري والتي دعا فيها الخبراء الاقتصاديين إلى أن يكونوا إيجابيين ولا يظهرون كثيرا في وسائل الإعلام، داعيا إلى فتح منابر وحوارات لإيجاد حلول لإنقاذ البلاد من هذه الوضعية الحرجة. واتهم الجودي بعض المسؤولين في السلطة بأنهم لا يشعرون بالمسؤولية تجاه الوضع الذي تمر به البلاد اليوم وليس لديهم الرغبة في انقاذ تونس مؤكدا أن الاقتصاد التونسي خلال السنتين الماضيتين إنهار وهناك مؤشرات دالة على ذلك ، وأن نسبة النمو التي بلغت 3.6 بالمائة ليست كافية بل يجب أن تكون بين 5 و6 بالمائة حتى تخرج تونس من عنق الزجاجة على حد تعبيره. وأشار معز الجودي إلى أن الاستثمار والتجارة الخارجية والاستهلاك هي محركات النمو لكنها في الفترة اللأخيرة ليست متوفرة في تونس نظرا للمناخ غير المهيئ ، فقد تراجع الاستثمار وتطور العجز التجاري إلى 11.6 مليار دينار بعد أن كان 4 مليار دينار في سنة 2010، إلى جانب ضعف نسبة التغطية وارتفاع نسبة التضخم المالي. وشدد الخبير الاقتصادي معز الجودي على رسم خارطة طريق بتحديد كل المواعيد من تاريخ الانتخابات والانتهاء من كتابة الدستور حتى تكون الرؤية واضحة، داعيا إلى إصلاحات جوهرية بخصوص العجز التجاري وتحديد منظومة الاستثمار ومراجعتها وإنقاذ المؤسسات الصغرى والمتوسطة.