دعا رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إلى فتح ما وصفه ب"جبهة" ضد الكيان الصهيوني في المحكمة الجنائية الدولية بتقديم شكوى بحقها بشأن الأسرى في حال استمرار معاناتهم بسجونها، وقال فارس إن هذه الخطوة هي إجراء "دفاعي" إزاء الانتهاكات التي ترتكب ضدّ الأسرى في سجون الاحتلال. واتهم رئيس نادي الأسير الكيان الصهيوني بممارسة التعذيب الجسدي والنفسي ضد الأسرى منذ اللحظة الأولى لاعتقالهم، والسعي إلى كسر معنوياتهم حتى تحولوهم إلى "أشخاص مكتئبين يعانون من أمراض نفسية" لدى خروجهم، مشيرا أن الأسرى نجحوا في إفشال المخطط الصهيوني وكانوا دوما عنوانا للصمود. وعبر فارس عن قلقه الشديد على حياة الأسير المضرب عن الطعام سامر العيساوي، محذرا من أنه قد يستشهد في أي لحظة. وأكّد قدورة فارس أنّ أوضاع الأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية صعبة للغاية، وهو توصيف لا يعكس بدقة حقيقة الصورة ذلك أنه بمثابة مشهد مأسوي متواصل، بسبب السياسات الصهيونية المتأصلة على مدى الحكومات المتعاقبة. وقال فارس إنّه ومن اللحظة الأولى التي يعتقل فيها الأسير لا تهتم قوات الاحتلال مطلقا بما إذا ما كان يتناول أدوية معينة أو يحتجز في ظروف مناسبة، ويعتقل الأسير بأسلوب همجي ويقاد إلى أماكن غير صحية للتحقيق ويبدأ الأسير مسلسل معاناة، وإذا كان مريضا فهو يحتاج إلى عدة سنوات لتشخيص المرض، مؤكدا أنّ الأسرى لا يحصلون سوى على مسكنات مما يساعد على تفاقم المرض واستفحاله وهو ما حدث بالضبط مع أبو حمدية. وأشار رئيس نادي الأسرى الفلسطيني قدورة فارس أنّه بحسب التقرير الطبي الأولي للأطباء الذين شاركوا في تشريح جثمان أبو حمدية فإن مرض السرطان منتشر ووصل إلى العمود الفقري وعظام الحوض والقفص الصدري والكبد أيضا، ولا يمكن أن يبدأ المرض في الحنجرة ويضرب كل هذه الأجزاء إلا إذا كان مصابا به منذ عدة سنوات. وأضاف بأنّ أبو حمدية كان يشكو من أوجاع ومرض ولا يحصل إلا على المسكنات فقط ، وهناك أيضا حالات أخرى كرياض العمور ومعتصم رداد. وأوضح فارس أنّ الأسرى مهددون بالموت في كل لحظة وخاصة المرضى منهم نتيجة الإهمال الطبي من قبل أطباء مصلحة السجون، حتى أن هناك طبيب في عيادة سجن "شطة" الصهيوني يقول للأسرى بشكل علني "أنا عنصري لا أريد معالجتكم". وأكّد قدورة فارس أنّ الكيان يسعى إلى أن يكون الأسير عند الإفراج عنه نموذج ينظر إليه الأجيال الأخرى على أنه مريض نفسي يعاني الاكتئاب واليأس بدلا من أن يكون نموذج لرفع معنويات الشعب الفلسطيني. وقال فارس إنّ الحركة الوطنية أدركت ذلك وسعت إلى أن يخرج الأسير صحيح ومعافى وبمعنويات مرتفعة أكثر ثقافة ووعي ومتفاعل مع الحياة وهنا التحدي مع الاحتلال، مشيرا أنّ الاحتلال يعاقب الأسرى أكثر من مرة منذ اعتقاله كالتحقيق والتعذيب والمحكمة العسكرية وظروف الاعتقال والعلاج وغيرها. وبالنسبة لحالة الأسير سامر العيساوي فقد بيّن رئيس نادي الأسرى الفلسطيني أنّه في وضع خطير للغاية وهذا بحسب توصيف الأطباء المشرفين عليه رغم أن قادة الكيان الصهيوني السياسيين يتحدثون عن أنه في وضع خطير ولكنه مستقر بمعنى لا يوجد خطر يهدد حياته وهو ما يتناقض مع تشخيص الأطباء. وأبرز رئيس نادي الاسرى أنّ الحالة صعبة للغاية لأنّ قوات الاحتلال تقتحم السجون بقوات تسمى "كنخشون ومتسادة وغيرهما وهي وحدات مدربة ومدججة بأدوات القمع كالهراوات والعصي الكهربائية والغاز وحتى الرصاص المطاطي، وتشهد السجون اقتحامات أسبوعية في إطار ممارسة العقاب الجماعي ضد الأسرى. وأكّد فارس أنّ الكيان المحتل يهدف بذلك إلى أن يبقى الأسير في حالة قلق يترقب ما هو آت وتبقى الأعصاب مشدودة كي لا يستطيع الأسير العيش وتنظيم وقته داخل المعتقل. من جهد أخرى شدد قدورة فارس على أن تكون هناك عودة حقيقية للعملية السلمية تشمل إطلاق سراح مجموعة كبيرة من الأسرى وكف يد الاحتلال عن الأسرى فورا والسماح لهم بالعيش في ظروف قانونية، ، ولكن إن لم يحدث ذلك فيجب التوقيع على المواثيق الدولية وفتح جبهة ضد الاحتلال في الساحة الدولية. ويشار أنّ سفارة فلسطين في تركيا تعمل على التنسيق مع مؤسسات تركية لترتيب أسبوع الأسير الفلسطيني خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المقبل، إلى جانب العديد من الفعاليات المحلية بمناسبة يوم الأسير الذي يوافق يوم 17 أفريل 2013، وستوقد شعلة الحرية من بيت الشهيد الأسير عرفات جرادات الذي توفي خلال التحقيق معه، فضلا عن تنظيم مسيرات حاشدة بكل بلدات ومحافظات فلسطين.