أكد العريض خلال افتتاحه، أمس السبت 27 أفريل، الندوة الثلاثية حول مأسسة الحوار الاجتماعي أن مأسسة الحوار الاجتماعي تبقى القاطرة الحقيقية والفعالة لتفعيل مضمون العقد الاجتماعي ، مشيرا إلى أن هذه الندوة فرصة سانحة للتباحث والتحاور حول الآليات الناجعة التي من شأنها أن تؤسس لحوار اجتماعي منتظم ودائم وشامل لكل المسائل التي تحظى باهتمامات لأطراف الاجتماعية انطلاقا من العقد الاجتماعي بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتستلهم من التجارب الدولية الرائدة. والتقى في الندوة ممثلون عن الحكومة وعن الأطراف الاجتماعية وعن منظمة العمل الدولية التي قدمت كل الدعم والإحاطة أثناء حلقات الحوار والنقاش التي أفضت إلى إبرام العقد الاجتماعي ، كما حضر هذه الندوة مجموعة من الخبراء من بلجيكا والنورفاج وبولونيا وفرنسا والدانمارك بهدف إثراء الحوار بالتجارب الأجنبية في ما يتعلق بهياكل الحوار الاجتماعي. وأشار العريض إلى أن الحوار الاجتماعي يمثّل حجر الزاوية بالنسبة للاستقرار السياسي والوئام الاجتماعي والنمو الاقتصادي، وهو الوسيلة المثلى لتجاوز التوترات الاجتماعية والارتقاء بالشأن الوطني إلى المستوى المأمول بما يحقق أهداف ثورة الحرية والكرامة. وشدد رئيس الحكومة على أن العقد الاجتماعي ينص على بعث إطار يتركب من ممثلين عن الحكومة ومثلهم عن العمال ومثلهم عن الأعراف هو مجلس الحوار الاجتماعي الذي يتناول بالحوار مختلف القضايا ويرسم خارطة طريق لها ويتابع المحاور الواردة في العقد الاجتماعي تجسيما لالتزام الأطراف الثلاثة بالعمل الجماعي. وبين علي العريض أنه في هذا الإطار يندرج كذلك برنامج الحكومة الاقتصادي والاجتماعي الذي تضمن جملة من الإجراءات في مجالات رئيسية كالتشغيل ودعم الاستثمار والنهو بالتنمية الجهوية وخاصة في المناطق المحرومة وإذكاء العمل الاجتماعي وتصويب تدخلاته نحو الفئات الضعيفة والأكثر استحقاقا. وأفاد أن إنجاح المرحلة الانتقالية و تحقيق أهداف الثورة يحتاج إلى تغليب الوفاق الوطني حول أهمّ الخيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، والمنظمات المهنية من أبرز القوى الفاعلة للمساعدة على هذا الخيار و الالتزام به ونوه رئيس الحكومة بما أبداه قادة منظّمات العمّال وأصحاب العمل من روح المسؤولية سواء بمناسبة إجراء المفاوضات والتوصّل في كنف الحوار الاجتماعي و البنّاء إلى تحسين مستوى الأجور رغم ما تمر به البلاد من ظروف استثنائية في هذه المرحلة الانتقالية ، أو بمناسبة التحاور والنقاش الذي أفضى إلى وفاق حول محتوى العقد الاجتماعي وكذلك بمناسبة تجاوز الخلافات التي تطرأ من حين لآخر في مستوى نزاعات الشغل الجماعية.