اكد اليوم "علي العريض" رئيس الحكومة خلال الندوة الثلاثية حول ماسسة الحوار الاجتماعي بتونس المنعقدة بنزل "بلاص" قمرت ان العقد الاجتماعي ينص على بعث اطار يتركب من ممثلين عن الحكومة و ممثلين عن العمال و عن الاعراف مضيفا ان المجلس الوطني للحوار الاجتماعي يتناول مختلف القضايا و يرسم خارطة طريق لها و يتابع المحاور الواردة في العقد الاجتماعي تجسيما لالتزام الاطراف الثلاثة ( حكومة واتحاد شغل و اتحاد الاعراف ) بالعمل الجماعي لتحقيق السلم الاجتماعي و الازدهار الاقتصادي . و اشار العريض في كلمته الى ان تونس شهدت ثورة ضد الاستبداد و الفساد من اجل الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية , و استطرد :" اذا كنا نعيش اليوم تداعيات الثورة من حيث كثرة المطلبية التي نتفهمها لكونها مرتبطة بمعاناة البطالة و التهميش و التفاوت الجهوي او من حيث بروز الاحتقان السياسي بسبب نقص التجربة الحزبية و اهمية القضية المطروحة على راسها الدستور ... نامل في تجاوز هذه الفترة الصعبة بتوفير الارضية الملائمة لانجاح الانتقال الديمقراطي و تحقيق اهداف الثورة مع اعتماد الحوار و البحث عن التوافق بين كل الاطراف السياسية و الاجتماعية ..." و ابرز "علي العريض" ان برنامج الحكومة الاقتصادي يتضمن جملة من الاجراءات في مجالات التشغيل و دعم الاستثمار و النهوض بالتنمية الجهوية خاصة في المناطق المحرومة التي تستهدف الفئات الضعيفة و الاكثر استحقاقا , قائلا :"لا بد من مصارحة الشعب بمعطيات الواقع و ما يتطلبه من تضحيات و من مسؤولية في التعاطي مع كل ملفاته السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الامنية ... ان تحقيق اهداف الثورة يحتاج الى تغليب الوفاق الوطني حول اهم الخيارات السياسية ..." و اشاد رئيس الحكومة بالمجهودات المبذولة من قبل قادة منظمات العمال و اصحاب العمل بمناسبة اجراء المفاوضات الاجتماعية التي افضت الى تحسين مستوى الاجور رغم ما تمر به البلاد من ظروف استثنائية , و كذلك بمناسبة تجاوز الخلافات التي تطرا من حين لاخر في مستوى نزاعات الشغل الجماعية , متمنيا ان يتواصل هذا التفاهم بين مختلف الاطراف . مواجهة تركة الماضي و اوضح العريض ان الحكومة مازالت تواجه تركة الماضي و تحديات الحاضر , مبرزا انها عملت بكل صدق على تشريك كل الاطراف و حريصة كل الحرص على ان تظل اهداف الثورة هي المحاور التوجيهية لكل اعمالها و برامجها دون ان تدعي القدرة على ايجاد الحلول لكل القضايا , مضيفا : " عملت الحكومة على التقليص من حدة التوترات التي سادت المناخ الاجتماعي و السياسي و عولت دوما على تفهم شركائها الاجتماعيين و السياسيين " و اعتبر العريض ان الحوار الاجتماعي بمثابة حجر الزاوية بالنسبة للاستقرار السياسي و الوئام الاجتماعي و النمو الاقتصادي و فرصة لتجاوز التوترات الاجتماعية و الارتقاء بالشان الوطني الى المستوى المامول بما يحقق اهداف الثورة التوافق بين الحكومة و اتحادي الشغل و الاعراف مهم و راى العريض ان التوافق الذي توصلت اليه الحكومة و اتحاد الشغل و اتحاد الاعراف مكسب مهم باعتباره تعبير عن الايمان العميق للاطراف الثلاثة بضرورة المضي قدما لمعالجة القضايا التي تشغل بال الفاعلين الاقتصاديين و الاجتماعيين و تؤسس لغد افضل , مضيفا ان المحاور التي تضمنها العقد الاجتماعي تؤرق مختلف الاطراف منها الحكومة . منتصر الاسودي تصوير : سامية القيطني