المعرض الدولي للكتاب والصحافة حدث ثقافي أوروبي متميز طيلة خمسة أيام، بحيث افتتح أبوابه اليوم إلى غاية يوم الأحد 5 ماي، إضافة لضيف شرف من القارة الأمريكية وجناح الطالب، يخصص سنويا جناح بالقارة السمراء وبعض الدول العربية الآسيوية، كما تتم فيه مساعدة بعض الدول الإفريقية بالكتاب المدرسي، وقد خصص لأول مرة جناح مجاني، لجمع كتب و أرسالها لتونس وهي أول لفتة جمعوية ومبادرة شعبية تقوم بها الجالية التونسية بعد ثورتها المباركة، رفقة اشقائهم من المغرب العربي وناشرين سويسريين متطوعين يتقدمهم الناشر الكبير " بايو". ولئن كان المعرض الدولي للكتاب والصحافة الذي تحتضنه كل سنة مدينة جنيف السويسرية، العاصمة الدولية لحقوق الانسان، منذ 27 سنة خلت، قد أثبت وجوده كحدث ثقافي متميز على المستوى السويسري، فإن دورته الجديدة التي فتحت أبوابها هذا الصباح ، ستجلب حتما جمهورا غفيرا من مختلف دول العالم نظرا لدعوته للمكسيك هذه السنة كضيف شرف، بعد ان استضاف قبل العام الماضي تركيا كضيف شرف ليس لأن الأتراك هم أكبر جالية مسلمة في أوروبا، وليس فقط ببعدها الإسلامي الغني، بل أيضا بأبعادها الفنية و التاريخية والحضارية الآثرية التي يعتبر الجمهور الأوروبي من أكبر المعجبين بها. و سيفتتح المعرض الدولي رسميا ، بعد الظهر بوزير الثقافة الفدرالي ووفد هام من علماء وكتاب سويسريين تتقدمهم السيدة إزابال فالكوني، الرئيسة الجديدة للمعرض، رفقة وفد من شخصيات عالم القرطاس و القلم، طبعا رفقة الضيف الشرفي لهذه السنة، وعدد كبير من الدول الضيفة المشاركة وحضور سفراء العالم المعتمدين لدى الأممالمتحدةبجنيف الذي يربو عددهم عن 190 سفيرا و مكلفا بالأعمال . دون أن ننسى التغطية الإعلامية الدولية من بعض دول الربيع العربي لأول مرة..و حضور جمعيات إنسانية و حقوقية للتعريف بقضايا خروقات حقوق الإنسان طولا عرضا ، من فلسطين إلى الصحراء الغربية .. مرورا حتى بدول الخليج التي ترنو إلى ربيعها الذي لم يزهر لحد الان ليس فقط بتكميم الافواه و مصادرة الحريات، بل بمحاكمات وصفتها بعض المنظمات الدولية ب"الهزلية" كما يجري الان في دولة الامارات العربية المتحدة. المعرض الدولي للكتاب والصحافة فرصة سانحة أيضا ، تزخر بالعطل للجالية المسلمة في دول أوروبا من منتصف أبريل إلى بداية ماي، كي تستفيد وتنتقل على حد تعبير أحد أئمتها، الدكتور العربي كشاط، مدير مسجد الدعوة بباريس :" ننتقل من سوق الفلاح إلى سوق الفلاح "، و سوق الفلاح – بتشديد اللام- كناية عن المتاجر و المحلات الكبرى على شاكلة " محلات طاتي" التي كثيرا ما ترتادها جاليتنا في فرنسا للتسوق، وسوق الفلاح – بفتح اللام – عالم الكتب و المكتبات ومعارضها الدولية، حيث تستنفر المساجد والجمعيات الاسلامية - في هذه الأيام - لزيارة هذه المعارض التثقيفية، في رحلات جماعية خاصة، لا يردهم لا برد و لا حر و لا قر، طلبا للعلم و شوقا للتزود من خيراته و حبا في رجال العلم و نسائه. وعلى هامش المعرض الدولي للكتاب والصحافة و المنظمات الانسانية، تنظم العديد العديد من الندوات والمحاضرات بلغات شتى، يصدق تشبيها إيجابيا بسوق عكاظ الأوروبي.