يجمع اليهود "الحريديم" في الأراضي الفلسطينية المحتلة على رفض أداء الخدمة العسكرية حتى لو أدى بهم الأمر إلى دخول السجن وذلك قبل أيام من مشروع القانون الذي سيناقش في الكنيست ويتيح سوقهم إلى الخدمة الإلزامية. وكان حوالي 15 ألفا من اليهود المتدينين الذين يعرفون ب"الحريديم" قد تظاهروا قبل أسبوعين أمام شعبة التجنيد في القدس احتجاجا على الخطوة. وقال الحاخام "باروخ أتينغر"، المسؤول عن إحدى المدارس الدينية "لن نذهب لأداء الخدمة العسكرية، ولو اضطررنا لدخول السجن سنفعل، ولكن لن نؤدي الخدمة العسكرية، التوراة لا تأمرنا بذلك". وعبر "أبراهام هالوي"، في تصريح لوكالة "أناضول" التركية، وهو أحد طلاب المدارس الدينية عن رفضه لأداء الخدمة العسكرية معللا "أتينا إلى هذه الأرض من كل أصقاع العالم لأن التوراة أخبرتنا بأنها موعودة لنا، ولم نأت لأداء للخدمة العسكرية"، فيما أصر زميله "يتزاك بريس" على الالتزام بأقوال الحاخامات، مشيرا أنه سيخدم في الجيش إذا أمره الحاخامات بذلك، ولن يكون الأمر مختلفا إذا أمروهم بالذهاب إلى السجن. ويبلغ عدد "الحريديم" من ضمن المستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة حوالي 600 ألف شخص، ويملكون 120 مقعدا في الكنيست الصهيوني، وتتنشر في عموم البلاد 300 مدرسة دينية تابعة لهم، حيث تخصص الدولة لكل طالب راتبا شهريا يبلغ 100 دولار. ويبدأ طلاب المدارس الدينية تعليمهم بعد إتمام دراستهم الثانوية، ولا يتزوجون حتى سن 21، كما يفرق فيها بين النساء والرجال، وتتركز دروسها على التوراة والتلمود. و"الحريديم" هم جماعة من اليهود المتدينين الأصوليون حيث يطبقون الطقوس الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية. ويحاول "الحريديم" تطبيق تعاليم التوراة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.