وجّه الأمين العام للجماعة الاسلامية في لبنان ابراهيم المصري نداء عاجلا لوقف نزيف الدم في مصر. وجاء في بيان صادر عنه اليوم الإثنين 8 جويلية "يتألم الجميع لما يجري في مصر، البلد العربي الكبير الذي أجرى استفتاءً على دستوره، وانتخابات حرة لمجلسي الشعب والشورى ولرئيس الجمهورية، ليقع بعد عام انقلاب عسكري جرى بموجبه عزل الرئيس محمد مرسي وحلّ مجلس الشورى، وإعادة مصر إلى الحكم العسكري من جديد." وتابع "انطلاقاً من المسؤولية الشرعية والقومية، تدعو الجماعة الإسلامية في لبنان إلى تدارك ما يقع على الساحة المصرية من تداعيات." وناشد البيان المسؤولين العرب (ملوكاً ورؤساء) بأن يبادروا لمعالجة الأزمة في مصر، بتدخل مباشر من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومنظمة مؤتمر التعاون الاسلامي وذوي الخبرة من الحقوقيين في مصر، للوصول إلى حل يوقف نزيف الدم، ويعيد مصر إلى الوضع الدستوري، وعدم الاكتفاء ببرقيات التهنئة لهذا الفريق أو ذاك. وأكد على ضرورة الاحتكام إلى العقل والمنطق والقانون الدولي، للخروج من الأزمة، وحجب دماء المصريين، وهم يستقبلون شهر رمضان المبارك. من ناحيته، قال رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان عزام الايوبي إن "المجزرة المروعة التي ارتكبت بحق مؤيدي الرئيس المصري محمد مرسي امام الحرس الجمهوري فجر اليوم تدل على المأزق الحقيقي الذي تمر به ما وصفها ب"القيادة الانقلابية العسكرية." واعتبر الأيوبي في حديث لمراسلة الأناضول أن الدماء التي سالت "ستسرع في عودة الشرعية الحقيقية، وستعيد الوعي لأبناء الشعب المصري، وستكون آخر مسمار في نعش الانقلاب العسكري." وأضاف: "لن ندين المجزرة لأن الإدانة والاستنكار لا تنفع، خاصة وأن الانقلاب العسكري من أساسه باطل ومرفوض". وانتقد الأيوبي بشدة "ازدواجية المعايير لدى القوى العلمانية والليبرالية ودعاة حقوق الانسان وبعض وسائل الاعلام المضللة، التي تزيف الواقع فقط لتشويه صورة الاخوان المسلمين ودعاة الشرعية"، وقارن رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان بين المظاهرات التي كانت تخرج امام قصر الاتحادية للمطالبة بإسقاط مرسي، حينها لم تطلق عليهم رصاصة واحدة "رغم انهم عاثوا فسادا ودمروا ببعض الممتلكات العامة،" على حد قوله. وتابع "أما المتظاهرين السلميين الذين خرجوا للدفاع عن ديمقراطيتهم المسلوبة من العسكر يطلق عليهم الرصاص الحي مباشرة في الرأس أثناء أداء صلاة الفجر." وأعلنت وزارة الصحة المصرية سقوط 42 قتيلا و322 مصابا خلال الأحداث التي شهدها مقر الحرس الجمهوري فجر اليوم الإثنين. وحسب مصادر بجماعة الإخوان المسلمين والمستشفى الميداني لاعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، أمام مسجد رابعة العدوية شرقي القاهرة، فقد سقط نحو 53 قتيلا وأصيب المئات من المعتصمين إثر تعرضهم لإطلاق نار من جانب الجيش، بحسب روايتهم. فيما أعلنت القوات المسلحة المصرية، في بيان لها أن ضابطاً قتل وأصيب عدد آخر من المجندين في محاولة مجموعة إرهابية مسلحة اقتحام دار الحرس الجمهوري ، فجر اليوم، والاعتداء على قوات الأمن والقوات المسلحة والشرطة المدنية.