أعلن منظمو اعتصام "رابعة العدوية"، شرقي العاصمة القاهرة، اليوم الجمعة 12 جويلية، أن الاعتصام مستمر حتى تحقيق 5 مطالب، وأن المعتصمين يرفضون عزل الرئيس المقال محمد مرسي من منصبه ولو مقابل "الخروج الآمن"، أي عدم تعرضه لأية ملاحقات قضائية. وفي بيان أصدره "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، عقب صلاة الجمعة خلال مليونية "الزحف" إلى القاهرة، قال صفوت حجازي، الذي تلى البيان على وسائل الإعلام: "لن نتراجع عن مطلب عودة الرئيس، ومستمرون في الميادين". وتضمن البيان عددا من المطالب، هي: عودة "الرئيس الشرعي" للبلاد إلى منصبه، وإجراء انتخابات نيابية عاجلة، وإعادة مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان التي كان تتولى التشريع مؤقتا) الذي تم حله، وإنشاء لجنة لتعديل بعض مواد الدستور، وإنشاء لجنة للمصالحة الوطنية. ومضى حجازي قائلا: "لن نتنازل عن هذه المطالب، ولن نقبل بأي شرط، ولن نقبل بأي تصور للخروج الآمن.. وسيستجيب العسكر شاءوا أم أبوا". وعن إمكانية إجراء مفاوضات مع بقية القوى السياسية، قال: "لرئيس الجمهورية عندما يعاد إلى مقاليد حكمه أن يتفاوض مع من يشاء، ولن نقبل أبدا أن تهدر إرادة الجماهير". وأعرب عن تمسكه بالسلمية، بقوله: "لن نحمل السلاح وإن قتلونا، وسنكون عبد الله المقتول.. لا عبد الله القاتل". وأوضح أن التصعيد يمكن أن يتطور إلى عصيان مدني، "ولكننا لا نريد أن نعطل مصالح المواطنين". وفي خطبة الجمعة أمام حشود المعتصمين قال الخطيب جمال عبد الستار، المسؤول السابق بوزارة الأوقاف، إن الموقف الذي يمر به المعتصمون الآن ومؤيدو مرسي يشبه الموقف الذي مر به موسى وقومه مع فرعون وسحرته، على حد قوله، مؤكدا أنه سينتهي أيضا بالنصر. وقد امتلأت مكان الاعتصام والشوارع المحيطة به في منطقة رابعة العدوية بالمتظاهرين، فيما ما تزال الأعداد تتدفق عليه من أنحاء القاهرة والمحافظات. ورفع المتظاهرون الأعلام المصرية، مرددين هتافات لدعم "الشرعية" و"الديمقراطية"، وأخرى مناهضة لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، الذي عزل مرسي يوم 3 جويلية الجاري. وأعلنت المنصة، التي يتم إلقاء الكلمات من عليها، عن إنشاء إذاعة FM باسم "هنا رابعة"، على تردد 100.00؛ لبث فعاليات الاعتصام مباشرة. ومع تركز الحشد في القاهرة، إلا أن بعض المحافظات تشهد مظاهرات لمؤيدي مرسي، منها مدينة الإسماعيلية، الواقعة على مجرى قناة السويس الملاحي العالمي (شمال شرق). وردد المؤيدون في الإسماعيلية هتافات منها: "ارحل يا سيسي (وزير الدفاع).. مرسي هو رئيسي"، و"بالروح بالدم نفذيك يا إسلام". وفي محافظة الإسكندرية الساحلية (شمال)، دعت جماعة الإخوان في بيان لها مؤيدي مرسي للخروج اليوم في 12 مسيرة بأنحاء المحافظة؛ للتأكيد على رفض "الانقلاب العسكري". في المقابل، دعت حركة "تمرد" وقوى سياسية أخرى مؤيدة لعزل مرسي إلى إفطار جماعي شعبي في القاهرة وعدد من المدن المصرية، للتأكيد على رفض عودة مرسي وللمطالبة بسرعة الانتهاء من الفترة الانتقالية الحالية. وكان الجيش المصري قد أطاح بمحمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، يوم 3 جويلية الجاري، وكلف رئيس المحكمة الدستورية، المستشار عدلي منصور، بالرئاسة مؤقتا، لحين انتخاب رئيس جديد، بدعوى الاستجابة ل"نداء الشعب" في ظل احتجاجات مناهضة لمرسي؛ بدعوى فشله في إدارة شؤون البلاد. وبينما رحب قطاع من الشعب المصري بقرار الجيش، يرفضها قطاع آخر، ويتظاهر هؤلاء يوميا رفضا لما يعتبرونه "انقلابا عسكريا" وتأييدا لما يرونه "رئيسا شرعيا".