اعربت جبهة الإصلاح عن استنكارها للدعوات المتكررة للإضرابات العشوائية خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ويأتي ذلك اثر قرار النقابة العامة للثقافة والإعلام والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وجمعية مديري الصحف الدخول في إضراب قطاعي غدا الثلاثاء 15 سبتمبر 2013 ومقاطعة الرؤساء الثلاث احتجاجا على صدور بطاقة الإيداع بالسجن في حق زياد الهاني بالرغم من اطلاق سراحه. وقال الناطق الرسمي لجبهة الاصلاح رفيق العوني "نحن نحترم الحق في العمل النقابي وحريّة التعبير، لكن في ظل هذه الأزمة الراهنة التي انعكست سلبا على شتى القطاعات الحيوية في البلاد فإننا نعتبر هذا التصعيد في هذا الظرف الدقيق غير مبرر، ونخشى أن تكون وراءه غايات سياسية لا علاقة له بالشأن النقابي ولا بحرية التعبير." وقال العوني "لقد كان الشعب التونسي ينتظر وحدة وطنية ومبادرات وفاقية تخرج البلاد من الأزمة بعيدا عن كل الحسابات المصلحية الضيقة، الدعوة للإضراب حق يضمنه القانون ولا جدال، لكن كل الاطراف الوطنية مطالبة بتغليب المصلحة الوطنية والتضحية من أجل الخروج من الأزمات بإيجاد الحلول وحل الخلافات. وأشار العوني إلى أن سياسة الاضرابات العشوائية التي غالبا ما تحظى بدعم داخلي وخارجي لها تأثير سلبي على الوضع العام وهي تعطي صورة سيئة عن تونس بعد الثورة، قائلا " الوضع الراهن يحتاج كثيرا من الحكمة والصبر والتضحية ولابد من اعلاء المصلحة الوطنية والتمييز بين القرارات التي تخدم الثورة وبين تلك التي تعيق المسار الانتقالي وتؤسس للفوضى والانقسام والمجهول." وشدد العوني على ضرورة الوعي بدقة المرحلة وخطورة انعكاس الأحداث المرتبطة بغايات ومصالح سياسية على مستقبل البلاد وأمنه، داعيا كل الاطراف وبلا استثناء إلى نبذ الفرقة والتخلي عن المصلحية والتوجه نحو تقديم تضحيات تنقذ البلاد والعباد من الأزمات وتؤسس لمشروع بناء يقطع مع الماضي ويرسم ملامح مستقبل مشع حافل بالنجاحات والانجازات. وتساءل رفيق العوني عن سبب الدعوة للإضرابات العامة إن كانت بقصد تأزيم الوضع وإفشال الحوار الوطني والتمرد على الأطراف الراعية له أو أنها جاءت كحل لقضية حرية التعبير.