شارك عدد كبير من الأشخاص الذين تعرّضوا إلى الاعتقال والتعذيب من طرف بعض الأجهزة الأمنية والمفرج عنهم بعد اعتقالهم بتهم لها صلة بقضية مكافحة الإرهاب وعدد من عائلات من تعرّضوا إلى الاعتداء والتعذيب طيلة فترة اعتقالهم في مائدة مستديرة التأمت بمقر وزارة حقوق الإنسان صباح اليوم الجمعة 8 نوفمبر خصصت للبحث في "انتهاكات حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب". ولعلّ من أبرز الشهادات الحاضرة في هذا اللقاء والدة الشاب أيمن السعدي المتهم في محاولة تفجير روضة بورقيبة والموقوف في السجن المدني بالمرناقية، حيث تطرقت والدة أيمن إلى طريقة التعذيب البشعة التي تعرض إليها إبنها الذي تسببت له عملية التعذيب في فقدان السمع وتضرر عينيه وانسلاخ في الظهر رغم أنّ اعترافه كان سريعا حسب ما أكّده محام الدفاع. وأكّدت والدة أيمن السعدي أنّها لا تبرّر ما فعله إبنها من محاولة تفجير روضة بورقيبة إلاّ أنّها تطلب من السلطات المعنية بتفهم وضعية ابنها ومساعدته والكشف عن الخروقات والتجاوزات الممارسة في حقّه. ومن بين الشهادات المشاركة في هذا اللقاء "أحمد بن سعيد" من جهة منزل بورقيبة تم توقيفه على إثر اغتيال عون الأمن بمنزل بوقيبة، وقد تعرّض للإختطاف والتعذيب والإهانة من طرف أعوان الأمن، وقال بن سعيد عند الإدلاء بشهادته إنّه تعرض جراء التعذيب خلال أسبوع من احتجازه إلى كسر في العظام والأسنان إلى جانب تعرّضه إلى تهديد بالتصفية من قبل أعوان الأمن، وحسب رواية بن سعيد فقد تم تلبيسه قضية حمل سلاح أبيض، وفي هذا الإطار كلّف بن سعيد منظمة حرية وإنصاف بقضية لتتبع مرتكبي التعذيب في حقّه وأرفق ملف القضية بشهادة طبية ب60 يوما تثبت تعرّضه إلى التعذيب. إلى جانب هذه الشهادات قدّم عدد كبير ممّن وجهت إليهم تهم بالإنتماء إلى تنظيم أنصار الشريعة، شهاداتهم حول ما تعرّضوا إليه من تعذيب أثناء فترة اعتقالهم والتحقيق معهم على غرار "سنية عكاري" أخت محمد العكاري الذي تعرض للاعتقال والتعذيب بتهمة الإرهاب وانتمائه إلى تنظيم أنصار الشريعة. وأكّدت سنية عكاري في الشهادة التي أدلت بها أنّه على إثر اتّهام أخيها وإيقافه تم إيقاف زوجها وشقيقه اللذين تم الإفراج عنهما من طرف القضاء إلا أن النيابة العمومية استأنفت الحكم وتم اعتقالهم من جديد وهم رهن الاعتقال منذ حوالي شهرين دون موجب ولم تتمكن العائلة من معطى عن ظروف اعتقالهم. يشار أنّ هذه القضية أوكلت على غرار عديد القضايا إلى منظمة حرية وإنصاف.