تبنّت كتيبة "الموقّعون بالدماء" أوّل أمس الأربعاء 16 جانفي، هجوما على منشأة عين أمناس النفطية في منطقة "تيقنتورين" بمولاية إيليزي جنوب شرق الجزائر واحتجزت بداخلها 30 أجنبيا من جنسيات فرنسيّة وبريطانيّة ونرويجيّة وأمريكيّة ويابانيّة، وجاءت هذه الأحداث حسب تصريحات لقائد الكتيبة الجزائري الجنسيّة "مختار بلمختار" لتحرير مالي من التدخّل العسكري الفرنسي في مالي، وكذلك بسبب تورّط النظام الجزائري في أحداث مالي والسماح للقوّات الفرنسيّة باستعمال مجالها الجوّي للقضاء على المجموعات الإسلاميّة في مالي. وتعدّ مجموعة "الموقعون بالدماء" أحدث كتائب الإسلاميين ظهورا في مالي، أعلن عن تشكيلها في 5 ديسمبر 2012 ، من خلال تسجيل مصوّر نشرته مواقع جهاديّة ومحليّة. زعيم الكتيبة بلخادم، أبو العبّاس، الأعور يتزعم هذه الكتيبة جهادي جزائري الجنسيّة يدعى مختار بلمختار خالد أبو العباس الملقب ب "الأعور" (حيث فقد إحدى عينيه في عمليات القتال في أفغانستان في فترة شبابه)، وكان قد شكّلها حديثا بعد عزله من زعامة كتيبة الملثمين من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، لكن بلمختار خرج ليشكّل تنظيما جديد من الفدائيين يحمل اسم "الموقعون بالدماء"، وبالرغم من ذلك ظلّ حريصا على التزامه بوحدة القرارات التي تتخذها التنظيمات المسلّحة حيال الأزمة في شمال مالي. مطالب الكتيبة وتحذيراتها بثت مواقع جهاديّة تسجيلا مصوّرا لأبو العباس، قال فيه إنّ كتيبته ستحترم أيّ خيار تتفق عليه حركتي أنصار الدّين وحركة التوحيد والجهاد، والقبائل التي دعت لتطبيق الشريعة، ما لم يخالف أصلا من أصول الشريعة وسنكون عونا لهم وسندا سالموا أو حاربوا. ودعا خالد أبو العباس في تصريحاته العالم إلى احترام خيار الشعب الأزوادي في تطبيق الشريعة الإسلامية على أرضه. كما توعد من يشارك أو يخطط للحرب في شمال مالي التي قال إنّها خطة خبيثة ماكرة وحرب بالوكالة عن الغرب. وقد خصص أغلب الشريط للحديث عن الوضع الجزائري، متهماً النظام الجزائري بالتآمر مع الفرنسيين والأمريكيين في صفقات خسيسة لشن الحرب في أزواد. وقال خالد أبو العباس في التسجيل "سنرد وبكل قوة وستكون لنا كلمتنا معكم، ووعد منا سننازلكم في عقر دياركم وستذوقون حر الجراح في دياركم وسنتعرض لمصالحكم". دعوة بلمختار إلى العلماء الإسلاميين ووّجه مختار بلمختار دعوة إلى العلماء وطلاّب العلم وأبناء الدعوة الإسلاميّة جميعاً في موريتانيا إلى ما قال إنّه الهجرة لنصرة إخوانهم المسلمين في أزواد، مشيراً إلى أنهم يدركون حجم المعاناة والجهل وقلة العلم المنتشرة في هذه الأرض، وكان الأولى أن تكونوا سباقين بالوقوف في نصرة هذا المشروع الإسلامي بحكم القرابة والجوار وقد سبقكم البعيد، وفق تعبيره. تحذير ... فتهديد ... فهجوم ونفذّت كتيبة الفدائيين تهديداتها فلم تمر أيّام على الهجمات الفرنسيّة على مالي حتى نفذت مجموعة لها، أوّل أمس الأربعاء، أوّل عمليّاتها فأعلنت عن احتجاز 30 رهينة غربيّة من جنسيات مختلفه في الجزائر، بينهم 7 رهائن أمريكيين والباقي من جنسيات فرنسية وبريطانية ونرويجية ويابانيّة. ولغّمت الجماعة أجساد الرهائن الأجانب بمتفجرات، كما لغّمت أرضية المحطّة النفطية، التي تحتجزهم فيها وتتبع شركة "بريتش بتروليوم" البريطانية، وطالبت السلطات الجزائريّة ب20 سيارة دفع رباعي مزوّدة بكميات كاملة من الوقود، وبفتح ممر آمن لها نحو شمال مالي. وطالبت بوقف ما وصفته بالعدوان الغاشم على أهلنا في مالي، محملة الحكومة الجزائرية والفرنسية ودول الرهائن المسؤوليّة الكاملة في عدم الإسراع في تنفيذ هذه المطالب. وقالت الكتيبة في أوّل بيان صحفي صادر عنها "إنّ العمليّة جاءت ردّا على ما وصفته بالتدخّل السافر للقوات الصليبية الفرنسية في مالي وسعيها لخرق نظام الحكم الإسلامي في أزواد، متهمة في الوقت نفسه العالم بترك الشعب السوري يئن تحت وطأة السفاح بشار في سوريا الجريحة". كما هدد 'الموقعون بالدماء' السلطات الجزائريّة بتفجير الرهائن والمحطّة في حال لم يستجب لمطالبهم. السيطرة على المجمع النفطي ب"عين امناس" بالجزائر وتمكنت المجموعة المدجّجة بالسلاح وكانت تستقل ثلاثة سيّارات سريعا من أحكام السيطرة على المجّمع النفطي في منطقة عين امناس على بعد حوالي 100 كلم من الحدود الجزائرية الليبية. واعتبرت أن "مشاركة الجزائر في الحرب، خيانة لدماء الشهداء الجزائريين الذين سقطوا في محاربه الجيش الفرنسي". وبرّرت الكتيبة اختيار الجزائر مكانا للتنفيذ بقولها حتى يعلم بوتفليقة أنّنا لن نقبل استهانته بكرامة شعب ضحى بمليون ونصف المليون شهيد وتآمره مع الفرنسيين لضرب المسلمين في مالي وغلقه الحدود أمام شعب أزواد الذي فر من قصف الطيران الفرنسي وتأتي هذه الغزوة ضمن الحملة العالمية لقتال اليهود والصليبين.