عاد الهدوء صباح اليوم الأحد 27 جانفي إلى مدينة بورسعيد المصرية وذلك بعد أن وسّع الجيش المصري انتشاره، عقب اندلاع مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين خرج بعضهم للتنديد بسياسات الرئيس محمد مرسي، بينما كان آخرون يحتجون في محيط سجن بورسعيد بمصر على حكم قضائي صدر أمس بإدانة 21 متهما في مقتل 73 شخصا العام الماضي، خلال ما أضحى يعرف ب"مذبحة بورسعيد" وإحالة أوراقهم للمفتي لاستطلاع رأيه بشأن الحكم في التاسع من شهر مارس المقبل. أمّا صباح اليوم الأحد فأغلق محتجون مصريون مجمع المصالح الحكومية بمدينة دمياط، شمال مصر، ومنعوا الموظفين من الدخول. وبحسب مراسل وكالة أناضول التركية، فوضع المحتجون المعتصمون في منطقة سروري بدمياط حواجز حديدية على مدخل المجمع وتعليق لافتة كتب عليها: "نعلن استقلالنا عن حكم الإخوان وعزل المحافظ"، وأخرى تقول: "المبنى تحت إدارة الثوار". ووقعت بعض المشادات الكلامية بين المحتجين والموظفين الذين حاولوا الدخول بسبب إصرار بعضهم الوصول إلى عمله، انتهت باضطرار الموظفين للمغادرة. ويشار إلى أنّ المواجهات قد خلفت طيلة يوم أمس السبت وحتى ساعات متأخرة من الليل 26 قتيلا وأصيب المئات. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية عن مقتل ضابط شرطة برتبة ملازم أول وأمين شرطة من الأمن المركزي بطلقات نارية، وإصابة 50 على الأقل من أفراد قوات الأمن أثناء تصديهم لمحاولات اقتحام سجن بورسعيد العمومي لتهريب المتهمين الصادر بحقهم أحكام في القضية. وقد قتل في أعمال العنف اثنان من لاعبي كرة القدم، هما حارس مرمى النادي المصري البورسعيدي السابق تامر الفحلة ومحمد الضظوي وهو لاعب في أحد الأندية البورسعيدية المحلية. توتر في السويس وميدان التحرير وقد اندلعت مواجهات بين الشرطة المصرية ومتظاهرين في ميدان التحرير وسط القاهرة. ومن جهته أصدر مجلس الدفاع الوطني المصري، بيانا تلاه وزير الإعلام صلاح عبد المقصود، دعا فيه إلى إجراء حوار وطني موسع، بينما أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني المصرية أنها ستقاطع الانتخابات البرلمانية المقبلة إذا لم يستجب الرئيس المصري محمد مرسي لمطالب، من بينها تعديل الدستور وتشكيل حكومة إنقاذ وطني. وقال أحمد البرعي نائب رئيس حزب الدستور إن "الجبهة ستدعو إلى مظاهرات حاشدة يوم الجمعة المقبل إذا تجاهل مرسي مطالبها". وفي السويس، امتدت النيران المشتعلة إلى قسم شرطة المدينة جراء إلقاء المتظاهرين لقنابل المولوتوف عليها لتلتهم مبنى القسم بالكامل، اتجهت بعدها أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى مديرية أمن السويس. وتواصلت لليوم الثالث على التوالي احتجاجات المئات من ناشطي القوى والأحزاب السياسية المعارضة للرئيس المصري محمد مرسي، حيث يحاصرون منذ أمس مبنى مجمع المصالح الحكومية بالمدينة مطالبين ب"إقالة حكومة رئيس الوزراء هشام قنديل، وعزل النائب العام المعين بقرار جمهوري طلعت عبد الله، وحل جماعة الإخوان المسلمين".