يعيش المشهد النقابي بقابس في الآونة الأخيرة حركية نضالية متعددة الواجهات أحكم المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي التعامل مع جميع مكوناتها بداية بالندوة التحسيسيّة حول مخاطر التلوث ومتابعة عديد الملفّات الجهوية العالقة وفي مقدمتها وضعية شركة «قانز تونس» التي هي في أمتارها الاخيرة للحل من خلال جلسات «ماراطونية» تخوضها جميع الاطراف خلال الاسابيع الماضية فالمكاسب العمالية تتحقق على قدر الحيطة والعناية التي يوليها الهيكلان الجهوي والوطني لمشاغل أعوان المؤسسة وهو ما يلمسه الجميع في الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي من عناية ومتابعة عن كثب لكل المسائل العمّالية مهما كان نوعها: تحركات نوعية لعاملات العالمية للخياطة: إيمانا منهن بأن المرأة لا تقل شأنا عن أخيها الرجل في النضال والدفاع عن المكاسب والحقوق العمّالية وشعورا منهن بالطمئنينة على مستقبلهن لما لمسوه من جديّة في التعامل مع قضيتهن من كافة الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي وأمام تمسكهن بموارد رزقهن واصرارهن على ديمومة الشركة وكذلك امام إصرار صاحب المؤسسة على المماطلة والتسويف، لم تجد العاملات بدا من اقتحام جميع أشكال النضال المتاحة بما في ذلك حق الاضراب، بل ذهبن الى أبعد من ذلك وفي حركة نضالية غير مسبوقة على الصعيد الوطني والفريدة من نوعها على الصعيد الجهوي قرّرت عاملات «العالمية للخياطة» الدخول في اعتصام بمقر العمل طيلة الليلة الفاصلة بين الاثنين والثلاثاء 1 فيفري 2010 هذا اضافة لتواجدهن بمقر العمل كامل ايام الاسبوع حماية لمعدات العمل واستجابة لأوامر الاتحاد الجهوي وقد أسفر هذا التحرك بتحقيق المطلب الرئيسي للعاملات وهو خلاص شهر ديسمبر 2009 ومازالت العاملات مصرات على النضال والتمسك بحقوقهن برعاية الاتحاد الجهوي والدعم التام لكل الهياكل النقابية بالجهة التي تساندهن وتشد على أيديهن لما أظهرنه من شجاعة وعزيمة على النضال وممارسة العمل النقابي رغم إلتزاماتهن كربّات بيوت وما تمليه عليهن واجباتهن العائلية. كذلك فعلت عاملات «ز ط خ»: أسوة بما فعلته عاملات «العالمية للخياطة» قررت عاملات «ز ط خ» للخياطة الدخول في اعتصام بمقر العمل دفاعا عن حقوقهن في العمل واحتراما للتشريعات المعمول بها ورفضهن لاستغلال صاحب المؤسسة للوضعية التي فرضت عليهن البطالة رغم تواجدهن يوميا بمقر العمل واستعدادهن لمواصلة رسالتهن في دفع عجلة الاقتصاد الوطني وتأمين موارد رزقهن وقد تم تنفيذ الاعتصام في كنف احترام خصوصيات الشركة والحفاظ على معداتها في اطار التنسيق مع الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي الذين حرصوا على متابعة هاتين الخطوتين النوعيتين من النضال النقابي غير المعهود بكل المقاييس بالجهة وهو ثمرة اعادة الثقة للعمال والاطارات النقابية في العمل النقابي وطرق ممارسته في الاطار الحقيقي للنزاهة والشفافية. اضراب احتجاجي في البريد: نفّذ أعوان البريد بقابس يوم السبت 30 جانفي 2010 اضرابا فجئيا بساعة احتجاجا على عدم تطبيق الادارة لمحاضر الجلسات لتحسين ظروف العمل القاسية والمنهكة التي تتنافى مع كل مقومات العمل اللائق الذي ينادي به الجميع من اجل تحسين الخدمات للمواطن التي بدورها تساهم في تحسين الانتاجية الوطنية. لكن ان يعمل أعوان الاستقبال بعدد محدود جدا في جوّ خانق نظرا لإكتضاظ البهو بالحرفاء رغم عديد الطلبات الصادرة عن النقابة الاساسية بالمركز لتلافي هذا النقص الفادح في الاعوان، هذا اضافة لتعطب المصاعد الكهربائية التي يستعملها الأعوان الذين يعملون في مستوى مرتفع مما يضطرهم للصعود لعديد الطوابق محملين بأثقال معدات العمل وهو أمر مخل بقواعد الصحة والسلامة المهنية التي تحرص على السلامة الجسدية للأعوان في جميع المستويات وقد حضر الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي هذا التجمع الاحتجاجي وعبّروا عن تأييدهم وتضامنهم مع كل التحركات العمالية والنضالات النقابية مهما كان مأتاها وان المكتب التنفيذي سوف لن يدخر جهدا لتحقيق المطالب العمالية المشروعة في اطار احترام القانون وظروف العمل التي جاءت بها مجلة الشغل وكل القوانين المنظمة للعمل داخل المؤسسة. شركة «قانز» والمشوار المتواصل: يواصل أعوان شركة «قانز تونس» نضالاتهم من اجل المحافظة على حقوقهم ومكاسبهم المهنية والاجتماعية والصحية والتعاونية قبل إحالة المؤسسة للخواص بمقتضى الحكم الصادر عن المحكمة، حيث ينتهج العمال بالتوازي الاعتصامات والاضراب عن العمل، وفي نفس الوقت تتواصل سلسلة الجلسات الصلحية بمقر التفقدية العامة للشغل بتونس بمساهمة المكتب التنفيذي الجهوي ممثلا في الاخوين السلاّمي مجيد والحبيب الوحيشي والأخ الطاهر البرباري الكاتب العام للجامعة العامة للمعادن والأخ عبد الله المارثي الكاتب العام للنقابة الاساسية حيث تم تسوية عديد النقاط المالية العالقة من المفاوضات الاجتماعية الفارطة وبعض الاشكاليات المالية المتعثرة لكن الأمر الأهم يبقى في ايجاد الحلول لضمان الحقوق المكتسبة للعمال قبل عملية الاحالة والتي تتمسك بها النقابة الأساسية ومن ورائها الاتحاد الجهوي الذي يصر على ضرورة تسوية وضعية هذا الموروث المتعفّن والتي لم تكن لتصل لمثل هذه المرحلة لو تمت معالجته الامر في السابق بما يستحق من اهمية وبهذه المناسبة يتوجه المكتب التنفيذي الجهوي لكل عمال شركة «قانز تونس» بالشكر لما تحملوه من معاناة وما أظهروه من صبر طيلة هذه السنوات التي تكبّدو خلالها عديد المصاعب والمتاعب ويؤكد على ضرورة التماسك وعدم التسرع حتى تتحقق كل المطالب التي هي في المتناول وان نواجه المستقبل الذي سوف يكون مغايرا تماما لما مضى لأن العمل النقابي في القطاع الخاص يختلف تماما عمّا هو عليه بالقطاع العمومي هذا وسوف تتواصل الجلسات الصلحية خلال الأسابيع القادمة برعاية تامة من طرف الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل... مؤتمرات: يواصل الاتحاد الجهوي بقابس اعادة هيكلة النقابات الأساسية المنتهية نيابتها في جوّ ديمقراطي وشفاف، وقد أشرف الاخ الهاشمي بالحاج على مؤتمر النقابة الأساسية لعمال «مقاولات الرطل» يوم السبت 30 جانفي 2010 والذي اسفر عن التشكيلة التالية: حاتم الحمروني (كاتبا عاما) والاخوة حسن الزعيبي، فرج توكابري، الطيب السميعي، الهادي العماري، عبد الكريم وشتاتي ومحمد مورو (اعضاء). وفي مؤتمر النقابة الأساسية لموظفي التعليم العالي بقابس الذي اشرف عليه الأخ صلاح الدين حامد يوم الجمعة 29 جانفي 2010 تم انتخاب مراد رحومة (كاتبا عاما) والاخوة محمد رضا الزغباني، حاتم المغربي، الحبيب الجوالي، فتحي علية، نزار بوشريكة والحبيب دخيل (اعضاء). وفي مقر بلدية غنوش انعقد مؤتمر النيابة النقابية لعملة بلدية غنوش يوم الاثنين 1 فيفري 2010 الذي اشرف عليه الاخ توفيق الحشائشي وبحضور السيد رئيس البلدية عبّر فيه العمال عن العديد من النواقص في التجهيزات، وطالبوا بتحسين ظروف العمل، وفي رده على تساؤلات العمال كان السيد رئيس البلدية متفهما لمعاناتهم وعبر عن استعداده لتوفير ظروف عمل مريحة ومناخ اجتماعي سليم. وفي الختام تم تشكيل النيابة النقابية كالآتي: مصطفى خروف نائبا أولا، المنوبي علية، مهذب الأزرق، محمد علي علية وعبد الرزاق حجاج (اعضاء). الكاتب العام المساعد المسؤول عن الاعلام والنشر