شهدت الجهة في السنوات الأخيرة تحولا نوعيا على مستوى التنميّة الإقتصادية حيث أصبحت قبلة للاستثمار الأجنبي وانتصبت بها العديد من المؤسسات الصناعية فزيادة على معتمديات زغوان، بئر مشارقة والفحص المعروفة بوجود بعض المؤسسات فقد عرفت معتمديتا الزريبة والناظور انتصابا غير معهود للمعامل إلى حد أصبحت مثلا معتمدية الزريبة تستورد العمال من المناطق القريبة منها وحتى من خارج الولاية، إلا أنّ هذا التطور لم يسايره تطور في العقلية ولم يصحبه حل جذري لمسألة البطالة فعلى مستوى التشغيل فإنّ التشغيل بالعقود هو السائد والمهيمن والاعراف يتحايلون بطرق عديدة لعدم ترسيم العمال اما الاجور والمستحقات (منح الانتاج، العطل السنوية، لباس الشغل...) فهي في عديد المؤسسات لا تتماشى مع الاتفاقيات المشتركة الى جانب عدم انتظام تواريخ تسديدها كما ان الشغل غير مستقر والبطالة الفنية استفحلت بتعلة الظروف الاقتصادية والازمة العالمية اما في ما يخص العقلية فالاعراف وبالخصوص من يمثلهم من التونسيين يكنون عداء غير مبرر للعمل النقابي على غرار ما حدث بمعمل »بلوتاكس« بالناظور ومؤسستي »كشكي كمبوننت« و»لاكوازان« بزغوان حيث لاحظنا تهديدا للعمال الذين ينخرطون بالاتحاد وعدم اعتراف بممثلي العمال وتعمد الاداريين إهانة وإذلال العمال هدفهم من ذلك الاثراء على حساب الغير، أمام هذا الوضع لم يبق الاتحاد الجهوي مكتوف الايدي بل خاض العديد من النضالات (احتجاجات، إضرابات وإعتصامات) كانت في معظمها ناجحة وحققت أهدافها إلى جانب عقد جلسات عديدة بتفقدية الشغل للنظر في المشاكل المطروحة وهو ما أدى الى مزيد التفاف العمال حول ممثليهم النقابيين وحول الإتحاد العام التونسي للشغل ويبرز ذلك من خلال تطوّر هام لعدد المنخرطين، إلا أنّ هناك العديد من العوائق مازالت قائمة أمام نشاط النقابيين ودعم الانتساب وخاصة تشتت المنطقة وبعد المسافات بين المعتمديات وصعوبة التنقل لذا هناك طلب ملح طال انتظاره يتمثل في تمكين الاتحادات المحلية بالفحص والناظور وبئر مشارقة من وسائل نقل (دراجات نارية)، كما لا يفوتنا في ذات الوقت أن نشير الى الصعوبات التي يتعرض لها متفقدوا الشغل في عملهم رغم المجهودات الكبيرة التي يحاولون بذلها وبالأخص عدم إمتلاك التفقدية لوسائل نقل تمكنهم من المتابعة والاتصال فالسيارة الوحيدة الموضوعة على ذمتهم في حالة سيئة جدا ولاتفي بالحاجة. لذا نلفت انتباه السلط المعنيّة إلى هذا الموضوع لإيجاد حلّ له وتسهيل عمل متفقدي الشغل. ❊ جلسة ناجحة بشركتي »التنمية الكد 2« و»الجلاء« بمعتمدية بئر مشارقة تمّ مؤخرا التفويت في شركتي التنمية الفلاحيّة »الكد 2« و»الجلاء« إلى مستثمر جديد الذي غير إسمهما على التوالي »الزيتونة 1« و»الزيتونة 2« كما تمّ تغيير نشاطهما من تربية الماشية والزراعات الكبرى إلى زراعة الزياتين وقامت إدارة المؤسسة بتغيير الأسماء على بطاقات الخلاص والعقود مما دفع النيابتين النقابيتين إلى الاتصال بالإتحاد الجهوي الذي طالب بدوره بعقد جلسة مع صاحب الشركتين لتطبيق الفصل 15 من مجلة الشغل وفيها تمّ الاتفاق على: ❊ تطبيق الفصل 15 من مجلة الشغل والمحافظة على جميع الحقوق والامتيازات للعملة المترسمين. ❊ تعهد الادارة بالنظر مع الممثلين النقابيين في أوضاع العمال ذوي العقود المتجددة لترسيم من تجاوزت أقدميته بصفة مسترسلة 4 سنوات. ❊ تعهد الطرف النقابي مع صاحب المشروع بمواصلة التشاور والحوار حول كل المسائل التي قد تطرح مستقبلا وبتحسين المناخ الإجتماعي والتفاني في العمل من أجل إنجاح المشروع. وقد أبدى صاحب المشروع استعداده الكامل لتطبيق القانون وتشجيع العمال المتفانين بحوافز مادية. ❊ تجديد النقابة الأساسية للصحة بزغوان انعقد مؤتمر النقابة الاساسية للصحة بزغوان في مناخ حرص الاتحاد الجهوي للشغل أن يكون ديمقراطيا وشفافا وبعد التجاذبات والاختلافات تم توزيع المسؤوليات لتكون التشكيلة التالية: الأخ عزيز الطوير (كاتبا عاما) والأخوة: محرز بن خليفة، ماهر بن عبد اللّه، كمال الربعي، بوبكر مطير، بوعلي النمسي ورضا النفاتي (أعضاء). ❊ إضراب ناجح في شركة »بكتورا أمبراس« للطباعة أقدم صاحب شركة »بكتورا أمبراس« صباح اليوم 16 مارس 2010 على طرد النائب الأول للنيابة النقابية نتيجة مطالبته له بتمكين العمال من حقوقهم المتمثلة في التغطية الاجتماعية حيث لم تتمّ تسوية وضعيتهم مع الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي منذ الثلاثي الثاني لسنة 2009 وكذلك منحة الإنتاج لسنة 2009 التي لم تصرف إلى حدّ الآن وكذلك المفعول الرجعي للزيادة في الأجور بالنسبة لسنوات 2007، 2008 و2009، لذلك دخل العمال في إضراب احتجاجي تضامنا مع ممثلهم وانتقل ممثلو الإتحاد الجهوي على عين المكان لتأطير الإضراب الذي سيتواصل إلى أن يعود الممثل النقابي إلى عمله دون قيد أو شرط ويذعن صاحب المؤسسة ويجلس إلى مائدة التفاوض للنظر في بقيّة المطالب.