المتوغل في سرّه العقلي وروحانيّة عقله السرّي يفتح النصّ على الحبّ ويغلق أبواب الحبّ على لغويته التونسية فيمرّ من "ديلانو" الى "تراب الأرض" ومن الخرافة الى التنبؤ، يكتب الأمس بالأمس ويحبّر "الآن" والمكان ببغداد وتونس ويجنح الى الألفية الرابعة "ويرقص قطعان الغيوم وطيّات السماوات. يحدث ويحدّث سليم دولة النصّ بروح النبوّة فيعلو بها الى مصاف السماوات وينزل بها الى الأرض فتعرّش من ألسنة العامة والأمثال التونسية ومجالس الشعراء ويغتصبها من لسان العرب ويؤسس لها عريشا وبها ملحمة بلسان خصوصي تفوح منه أرومة التونسي في البارات والمساجد والمكتبات والشوارع والشعراء وكلّ الكائنات. )أخذت أتشمّم طعم الكلمات( وما لا تشتهي شهوة الحبر أن تسمّي عند قارعة النصّ الأثيري اللّولبي الفوضوي الأنيق للانتحار رقصا ورقصا أيضا وحتى رقصا على الرأس السقراطي من الجفوة الى الجفاف، وبحفاء منعّم بنعيم هزائمه تأتي اللغة الحرّ، الحرام، مليئة بكل التباسات اللذة، الألم، العلوّ والأثيرية، الفجاجة الواقعية المثجّجة بملح اليومي الخشونة الناعمة، والنعومة الخشنة بل النعومة الحريريّة الطفولية الرهيفة، والخشونة،العطنه بغضب الآلهة المعاقبة بالإثم الآثم. الموسيقى، الإيقاع، الأحرف، الوزن، الميزان والرقص، الغناء، الدندنة، كل أساليب واشكال الشكل الشعري، هكذا الأسطورة، الملحمة، البطولة، جحيم فنّ الحياة النّبيل وحياء الجحيم الأشقى. لنصّ سليم دولة كل ألوان البهاء والألق وكل جمالية الأوصاف المتناقضة، نصّ يقوم على التشظي والتنافر، والانشطار ذاك نص ديلانو، شقيق الورد. أريد له ان يكون ترجمانا لعهدة صاحبه وتعهده بالحبر اليومي، ويومياته الحبرية، كتابة وقراءة. حطم من المجاز والاستعارات، بساطة ولا تبسيط، شعرية الجديد المتجاوز لكل أشكال الشعرية قديمها وجديدها، ينهل منها وبها يمهل النصّ وينهله حتى يخرج عن مألوف الكتابة وكأن بكتابه هاجس ما أو هواجس شتى، ذاك ما سنحاول كشف مغاويره وفك ألغازه.