تم منذ أيام انجاز مؤتمر النقابة الاساسية لأعوان الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد في ظلّ حديث عن تردي جودة السجائر وتدهور محاصيل زراعة التبغ. وفي حديث مع الأخ الكاتب العام الجديد للنقابة الاساسية أبرز ان الوضع المشار إليه ليس وليد الصدفة بل هو نتيجة لعوامل تراكمت على مدى سنوات أهمها عدم الاستثمار المبكر في آلات الصنع والاتجاه نحو الشراكة لتلبية حاجيات السوق والضغط التعسفي على مزارعي التبغ عن طريق لجان الشراء وهياكل الرقابة. وأوضح الاخ الجنحاني أن التغيير المتواصل لتركيبة السجائر والتنقيص من مخزون العديد من نوعيات التبغ الأجنبية والاستغناء عن خدمات العديد من الاطارات المحنكة في العديد من الاختصاصات وعدم القيام بأشغال تهيئة الزراعة وعدم الزيادة في أسعار التبغ المحلي عند الشراء، كلها عوامل أفرزت وضعا حرجا داخل الوكالة ينضاف اليها وجود أزمة تسويق لكل النوعيات وبخاصة 20 مارس دولي خفيف وارتفاع الكلفة بالنسبة للتبغ المحلي نتيجة النقص الملحوظ في المحاصيل الزراعية. وأبرز الاخ عز الدين الجنحاني ان النقابة الاساسية ستدافع عن الرجوع الى التركيبة القديمة لمختلف أنواع السجائر وإلزام الادارة العامة بعدم تغييرها كما طالبت النقابة الاساسية بإتلاف الشعرة الفاسدة وعدم إعادة استعمالها في أي نوع من السجائر مع ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة في مخزون التبوغ وقطع الغيار لتلبية حاجة الانتاج حسب برامج انتاج كل نوعيات السجائر مع ضرورة التثبت في شراء التبوغ الأجنبية ومواد النكهة حفاظا على تركيبة ومذاق السجائر. كما تتمسك النقابة الاساسية بإيقاف الشراكة نهائيا في سجائر 20 مارس دولي (عادي وخفيف) والتعويل على الطاقة الانتاجية للقطاع لتزويد السوق كما تقترح النقابة الاساسية المبادرة بتصنيع سجائر جديدة والاستثمار مبكرا في ذلك وتشجيع المزارعين على العودة لزراعة التبغ والكف عن الرقابة التعسفية عليهم وإرجاع المنح لأعوان مراكز الزراعة لتشجيعهم على تقديم الدعم للمزارعين ليحسنوا جودة التبغ المحلي. وتطرح النقابة الاساسية المنتخبة حديثا عدة مطالب أخرى تهم الصحة والسلامة المهنية للأعوان والعناية بالملف الاجتماعي. فستتم المطالبة ببعث لجنة للصحة والسلامة المهنية وتنفيذ توصيات معهد الصحة والسلامة المهنية والاستثمار في تجهيز محلّي التمريض بالمصنع (أ) والمصنع (ب) بأدوات عصرية ومتطورة وتطالب النقابة بانتداب بيولوجي الى جانب طبيب الشغل للقيام بالتحاليل الجينية ومرشدتين اجتماعيتين للعناية بالحالات الاجتماعية المستعصية. وتحدثت النقابة في مشروعها عن ضرورة القيام بالاختيارات والتحاليل اللازمة لتحديد أسباب تكاثر أمراض القلب والشرايين والأورام الخبيثة. ومن المطالب المهنية نجد التمسك بالتفاوض بشأن مدونة خطط جديدة يتم على أساسها اعادة تصنيف عملة الدولة مع زيادة عدد الخطط الشاغرة لمن يريد منهم الاندماج بالأسلاك الأخرى وحصر انتداب العرضيين في أبناء العملة وايجاد آلية واضحة تمكن من أداء هذه المهمة في منتهى الشفافية وتعويض الآباء المتوفين وهو في حالة مباشرة بأحد أبنائهم وترسيم المتعاقدين من جميع الأصناف، والتكوين والرسكلة لجميع الأصناف تماشيا مع التطور التكنولوجي الذي تشهده المؤسسة. أما على مستوى المطالب المادية فتطالب النقابة الاساسية بمراجعة شاملة لمنحة الانتاجية وإلغاء ضارب المجموع العام وإلزام الادارة العامة بمحضر جلسة التفاوض في زيادة منحة النيكوتين بداية من جانفي 2010 ومضاعفة منحة الموازنة والخصم والمساهمة، على المذاقة الشهرية لصندوق التقاعد أو ايقاف الخصم على الأجر منها وتطالب النقابة الاساسية بإدراج وصل الحليب في الأجر وتمتيع المتقاعدين منه اضافة الى الزيادة في كمية المذاقة الشهرية للعاملين والمتقاعدين وتمكين العرضيين من منحة الانتاجية والمذاقة الشهرية. من ناحية أخرى ومن خلال الحرص الذي أبداه الطرف النقابي على العودة الى التركيبة القديمة لسجائر 20 مارس دولي خفيف، فقد تم يوم السبت الماضي التوفق الى تركيبة مثلى دون رائحة بنكهة جيدة وبنوعية ستنزل قريبا الى الأسواق لتعويض النوعية الرديئة.