السيدة فاطمة حدّاد الشامخ، كثيرون لا يعرفون هذا الإسم، لكنّ كثيرين أيضا لا يستطيعون نسيان علم شامخ تخرجت على يديه أجيالٌ من قادة الفكر والسياسة والرأي لا في تونس فحسب بل حتّى خارجها، درّست تاريخ الفلسفة في الجامعة التونسية لأجيال متعدّدة ومازال الذهن متوقدا كما لو أنّك إزاء من ينتصر بيسر على هذا »الشديد القويّ« الذي نسمّيه الزمن »مدام فاطمة« استثناء فعليٌّ في هذا المجال ولعلّ عشقها للتفلسف الذي أعطته كلّ حياتها يعترف لها الآن وغدا أنّ الطريق الى التفلسف هو الطريق إليها باعتبارها رمزًا وأيقونة له حين تستمع الى كبار مفكرينا مثل د.حمادي بن جاب الله، أو. د. علي شنوفى أو. د، فتحي التريكي او د. ابو يعرب المرزوقي، أو. د محمد محجوب وغيرهم وهم يتحدّثون عن »العميدة« لا تمتلك غير أن تردّد في سرّك وعلانيتك أن العالم بخير وأنّ ما حرصت »مدام فاطمة« على إشاعته من قيم جميلة تجمع الحنو إلى صرامة العلم والمعرفة مازال ذائعا وسيستمرّ. أدهشتني كثيرا ما حضرته منذ أيام في كليّة العلوم الإنسانيّة 9 أفريل: »مدام فاطمة«، وهي تنزل من المنصّة التي ترأست منها لجنة رسالة الدكتوراه التي قدّمها صديقي محمد كراي العويشاوي، مستندة على الاستاذ حمادي بن جاء بالله وتحت تصفيق مدهش للجمهور الذي حضر تقديم الرسالة وهو للعلم خليط من المتفلسفين وغيرهم وخليط من الأعمار، لا يمكنني وصف هذا الموقف بالكلمات فهو من باب ما يعاش ولا يحكى، فبقدر ما تحققت لذّة المعرفة في ثنايا النقاش الثريّ والعميق الذي ساد الجلسة، تحققت لذّة الإعتراف بما قدّمته »مدام فاطمة« لأجيال من المفكرين.. سيدتي الجميلة: شكرا.