شهدت إحدى نزل مدينة عين دراهم ولمدة يومين 29و30ماي 2010 فعاليات ملتقى خمير: الذاكرة والتاريخ بالتنسيق بين المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بجندوبة والمعهد العالي للحركة الوطنية أين افتتح الملتقى السيد أحمد الشوباني مرحبا بالضيوف والمحاضرين معتبرا الملتقى محاولة في نبش الذاكرة الحية ورسالة للأجيال الحاضرة ومحاولة تثمين تضحيات كل المقاومين تلتها كلمة السيد المعتمد وكلمة السيد عبد العزيز الخميري ليؤطر الملتقى مقدما فقراته وورقته العلمية مدير الدورة الدكتور عبد الحميد الهلالي لتنطلق الجلسة العلمية الأولى برئاسة الدكتور علي الطيب أين حاضر الدكتور نور الدين المحيضي حول "التحولات المجالية لبلاد خمير"كدراسة جغرافية مارا بالتحديد المفاهيمي لمنطقة خمير والمحاولات التنموية قبل وبعد الاستقلال وأهمية الموارد الغابية والمائية بها 7 سدود والكثافة السكانية وتنظيم المجال الرعوي وادارة الغابات وانشاء المراكز الحضارية والمشكلة العقارية وبداية تدهور المحيط الطبيعي والهجرة والنزوح ضعيفة وكيف تحولت المنطقة إلى مجال تصرف مركزي ومجال مشكل بعد الاستقلال كما عرج تحدث عن الصناعات التقليدية . ثم كان مثال أحد القياد هلال بن عمار بن منصور الذي قدمه الدكتور محمد ضيف الله .أما المداخلة الثالثة فقد تحدثت فيها الدكتورة منوبية بن غداهم عن "امرأة من خمير في قصور البايات المراديين"انطلاقا من نص لتاجر فرنسي متحدثا عن القصر والحياة الخاصة والعامة للبايات وكيف استطاعت الزواج من 3بايات مذكرة بطبيعة الزواج المصلحي والدبلوماسي ثم هروبها إلى اسطنبول.ليحدثنا مطولا الدكتور محمد الحبيب العزيزي حول " إغلاق ميناء طبرقة 1742وبداية أزمة بلاد الجبل"أين أبرز علاقة أهالي خمير بالجزائر وأوروبا بل ومساهمتهم في النهضة الأوروبية ومؤسسة المشيخة وخصائصها والانعكاسات الخطيرة على المنطقة وكيف تم عسكرة المنطقة التي استطاعت التأقلم مع الظروف وإيجاد طرق أخرى للتجارة.و تحدث الدكتور رضا العشي حول "نظرة البايليك والرحالة الأوروبيين لخمير"انطلق فيها من نقد بعض المؤرخين لأصول خمير وكيف وصفهم البايات باللصوص والنهب والمفسدين حتى المتأخرين أمثال سليمان بن سليمان مبعوث الحزب قبل الاستقلال ليختتم الجلسة العلمية الإعلامي مختار التريكي الذي قدم كتاب بولاريجيا للباحث محي الدين الشوالي . أما الجلسة العلمية الثانية فقد ترأسها الدكتور نور الدين المحيضي وحاضر فيها في البداية الدكتور علي الطيب حول "المجتمع المحلي بجبال خمير في ظل الاستعمار الفرنسي" متحدثا عن الثروات الهائلة بالمنطقة وكيفية إخضاع المنطقة للسياسة الاستعمارية وقبلها من طرف البايات كما كانت اهتمام العديد من الأجانب مثل شركة بون قالمة التي استغلت الثروة الغابية لمدة 15 سنة في العقد لإنجاز عارضات السكك الحديدية و السلم الفرنسي وإعادة التنظيم الإداري وسن العديد من التشريعات في المجال الغابي وبقيت عامة وغير واضحة وخصائص الاستعمار الزراعي وانفتاح التونسي على التحديث. وتحدث مطولا الدكتور خميس العرفاوي حول الهياكل القضائية وملاحقها بقيادة عين دراهم الفرنسية والتونسية والتقسيم القضائي ونوعية المحاكم وصلوحياتها وتنظيم القضاء العسكري وأنواع العقوبات كالإبعاد والسجن بل وكانت عين دراهم مقر إبعاد للعديد من المناضلين كالشاذلي درغوث وغيره.وكانت مداخلة الباحث والدكتور عميرة علية حول " أهالي خمير ومقاومة الاستعمار1881-1956"بادءا بمنطلقات الدفاع عن الوطن والهوية وطلبا للشهادة وأهم المعارك وتفاصيل بعضها كمعركة بن بشير والحديث عن بعض الرموز النضالية كالطيب الزلاق. وقد اختتم الجلسة العلمية الثانية الدكتور عبد الحميد الهلالي بمداخلة حول " السياحة بمنطقةخمير خلال الفترة الاستعمارية "ليبرز من خلالها ثروات المنطقة من غابات للتنزه والصيد البري وتطورت سبل النقل و أنشأت عدة منشآت كالمسبح وغيره وتوفير الأمن وتقول التقارير الفرنسية بأن أهالي خمير أصبحوا طيعيين ووجود ثروات أثرية تبرر الاستعمار والخط التاريخي لأسلافهم الرومان كما تطورت بعض الأنشطة التقليدية كالزربية البربرية والخزف والخيزران ليشهد القطاع ركودا بعد الاستعمار وغيرها من الإشكاليات ليناقش الجمهور الحاضر سوء تأويل المعطيات التاريخية طرق أخرى للمقاومة زمن الاستعمار كعدم ترك أراضيهم رغم التهديدات والإغراءات وضرورة قراءة حديثة للوثائق الفرنسية والعربية وضرورة اعتماد الشهادات الشفوية بعد إخضاعها للتدقيق والتحري وأن تنشر أبحاث ودراسات الدورة الأولى في كتاب لتعم الفائدة. أما فقرة الشهادات الشفوية حول "واقعة المريج" قدم لها الأستاذ الهادي الغيلوفي واستمع الحضور لشهادات كل من العروسي بن إبراهيم ومحمد الجبالي وحيسوني الخميسي وعمر الخميسي والكفاح المشترك مع المقاومة الجزائرية والتضحيات التي تكبدوها في سبيل نصرة القضية العادلة للثورة الجزائرية عبر امدادهم بالسلاح والمؤونة. ليختتم الملتقى المندوب الجهوي للثقافة مذكرا بفقرات الملتقى والاستفادة التي حصلت وإمكانيات تطويره وضبط محور لكل دورة مع اقتراح تسميته بملتقى الشهيد خميس الحجري .