❊ مدينة فانكوفر، التي احتضنت المؤتمر، سحرت المؤتمرين والضيوف بجمالها وطبيعتها الخلابة توجد المدينة على ضفاف المحيط الهادئ (غرب كندا) بفارق توقيت 8 ساعات عن تونس و9 عن أوروبا... تبدو في نهاية الكوكب الأرضي، لكنها شامخة وعصرية، تضمّ المئات من الفنادق ومحلاتها التجارية تستقطب معظم الماركات العالمية، بها مرفأ ترفيهي يستعمل الطائرات الصغيرة وسيلة للتجوّل بالزوار. هذه المدينة هي صورة مصغرة للعولمة فهي تستقطب كل الأجناس تقريبا ولكن عندما تتفسّح بها، تخال نفسك في مدينة آسيوية، فالصينيون واليابانيون فرضوا وجودهم وقوّتهم الاقتصادية والتجارية على هذه المدينة. بعض التونسيين يعملون ويعيشون في هذه المدينة ومنهم المولدي) ابن المحرس) الذي غمرنا بحفاوته وابتسامته... وإليه كل أشواقنا وشكرنا. عند وصولنا إلى قصر المؤتمرات أدركنا صواب اختيار هذه المدينة لاحتضان أشغال المؤتمر، مركب فسيح على ضفاف البحر يضمّ قاعة مؤتمرات شاسعة وقاعات اجتماعات متعدّدة الاختصاص وكل وسائل الإعلام والاتصال متوفرّة به. ❊ تخلّلت فعاليات المؤتمر عروض لأشرطة وثائقية حول ظروف العمال في العالم وتأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية والمسيرات والاحتجاجات التي قادتها النقابات في العديد من بلدان العالم إلى جانب عروض ثقافية تروي قصّة السكان الأصليين بالكندا واعتزاز الكنديين بالتراث البعيد. ❊ النقابة الكندية هي التي احتضنت المؤتمر وسهرت على تأمين نجاحه وقد حظيت بشكر الجميع. ❊ نقابات »الكيبيك« المقاطعة الناطقة بالفرنسية أقامت حفلا بمناسبة العيد الوطني للكيبيك. تعايش متميّز وملفت للإعجاب بين الكنديين الناطقين بالفرنسية والانجليزية... الكيبيك عبارة عن دولة مستقلّة ضمن دولة الكندا الكبرى... لها حكومتها وعلمها ونشيدها الوطني ولغتها الخاصّة ولكن الجميع يتعايش في دولة واحدة... ولا مكان للانقسامات والتوترات وحركات الانفصال التي تنخر العالم الثالث. ❊ »شاران براو« الأمينة العامة الجديدة للكنفدرالية هي مناضلة نقابية من استراليا عرفت بنضالها صلب لجنة المرأة العالمية ثمّ ترأست منذ مؤتمر فيانا سنة 2005 الكنفدرالية النقابية العالمية، وهي مدافعة صلبة عن حقوق المرأة وعن المساواة، لا تحسن اللغة الفرنسية ولكنها قريبة من كل النقابات وقد وعدت بزيارة تونس. ❊ »قاي رايدر« الأمين العام المتخلّي سيضطلع بالمنصب الثاني في منظمة العمل الدولية... ألقى خطابا مؤثرا في نهاية المؤتمر ووعد بأنه سيظّل مناصرا وفيا للحركة النقابية العالمية. التقى قاي عديد المرّات بالأمين العام والوفد التونسي مؤكدا اعتزازه بالصداقة التي جمعته بالاتحاد العام التونسي للشغل. ❊ أجواء انتخابية سادت المؤتمر في اليومين الأخيرين تميّزت بتنافس من أجل الحصول على بعض المواقع وبتحرّكات في الكواليس وبلقاءات ثنائية وأحيانا اجتماعات إقليمية وقارّية لتوزيع المقاعد وتنسيق المواقف. ❊ أجرى وفد الاتحاد العام التونسي للشغل لقاءات متتالية مع الوفود المشاركة من بينها لقاءات مع النقابات الأمريكية والأوروبية وكذلك اجتماعات مع النقابات العربية والإفريقية التي كانت حريصة على الرجوع إلى الأخ عبد السلام جراد للتشاور معه والاستفادة من نصائحه وخبرته في المنظمة النقابية العالمية، وبخاصة الوفد الجزائري الذي كان يستشير الأخ الأمين العام في كل كبيرة وصغيرة نظرا لتغيب الأخ عبد المجيد سيدي سعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين لأسباب صحية. ❊ تابعت الأخوات نجوى وسعاد وعزيزة الجلسات العلنية للمؤتمر كما كانت لهن مشاركة نشيطة في اجتماعات المرأة وبخاصة في اللقاءات العربية والإفريقية لدعم مرشحات العرب والقارّة الإفريقية في لجنة المرأة العالمية. ❊ حوالي نصف المؤتمرين من النساء، وحوالي نصف المجلس العام من النساء والوفود النقابية التي لم تحترم التناصف في تركيبتها حرمت من حق التصويت... والأمينة العامة الجديدة امرأة... »لوبي«النساء كان قويّا ومؤثرا جدّا في المؤتمر... والمنظمات النقابية القطرية التي لم تفتح أبواب المسؤولية أمام المرأة قد تجد صعوبات في التأقلم مع المشهد النقابي العالمي الجديد. ❊ تصفيق كبير وشعور بالانشراح رافق إعلان الأمينة العامة الجديدة عن إرساء بعثة نقابية عالمية إلى غزة لكسر الحصار. ❊ انتظمت خلال فترات الاستراحة ورشات حوار لمناقشة قضايا الساعة وبخاصة مظاهر الأزمة الاقتصادية العالمية وسبل مواجهتها. ❊ تزامن انعقاد المؤتمر مع انعقاد قمّة العشرين G20 بالعاصمة الكندية... المؤتمر وجه بيانا إلى القمّة الاقتصادية قدّم فيها مقترحات وحلولا للأزمة. ❊ الرفيقة ماموناتا سيسي الأمينة العامة المساعدة للكنفدرالية انتقلت إلى داكار للعمل بمكتب منظمة العمل الدولية بعد سنوات طويلة قضتها في السيزل تمّ في الكنفدرالية عرفت خلالها بدفاعها عن القارّة الإفريقية وسيعوّضها أمين عام مساعد قادم من نقابة (COSATU) الجنوب إفريقية. ❊ تميّز الأخ مصطفى التليلي المسؤول عن المنطقة العربية بالكنفدرالية بحيويته المعهودة ومتابعته الدقيقة لكل خفايا المؤتمر وقد رافق الأخ مصطفى وفد الاتحاد طول أيام المؤتمر وحرص على تسهيل ظروف إقامته وإطلاعه على كل »الأسرار«. ❊ تغيب العديد من الأمناء العرب عن المؤتمر... غياب في غير محلّه (باستثناء غياب الأخ عبد المجيد سيدي سعيد لأسباب صحية) في نفس الوقت لوحظ غياب الأمناء العامين للمنظمات النقابية الفرنسية الكبرى.. لكن الملاحظة تقف عند هذا الحدّ لأن الفرنسيين اضطروا للبقاء بفرنسا لتنظيم المسيرات الاحتجاجية ضدّ مشروع التقاعد. ❊ الأخ محمد السحيمي تابع فعاليات الندوة السنوية للشغل بجينيف تمّ انتقل مباشرة إلى فانكوفر... بعد أربعة أسابيع من العمل وبخاصة اللقاءات الجانبية والمشاورات على هامش المؤتمر كان الإرهاق باديا على ملامح وجهه. ❊ لم يترك الأخ علي بن رمضان الفرصة تمرّ دون أن يدوّن العديد من الملاحظات حول تنظيم المؤتمر وطرق تسييره وبخاصة تلك التي تهمّ رئاسة المؤتمر ولجنة اللوائح والمداخلات واجتماعات الهياكل المسيّرة... الأخ علي اعتبر تلك الملاحظات مفيدة لتطوير عمل الاتحاد. ❊ الهياكل العليا للكنفدرالية لم تنقطع عن النشاط... حيث عقدت اللجنة التنفيذية اجتماعها صباح يوم المؤتمر ثمّ تلاه اجتماع المجلس العام كما أشرفت السكرتارية على مداولات المؤتمر إلى حين الإعلان عن نتائج الانتخابات. ❊ انتقال هادئ على رأس الكنفدرالية... حيث تحوّلت الأمينة العامة الجديدة إلى بلدها أستراليا على أن تباشر مهامها بداية من غرّة سبتمبر القادم وسيواصل قاي رايدر تسيير شؤون الكنفدرالية خلال جويلية وأوت. ❊ انتهى المؤتمر في أجواء وفاقية وتبادل للتهاني بالمسؤوليات الجديدة... الأخ الأمين العام »خلّص مبروك الانتخابات« بدعوة كامل أعضاء الوفد التونسي للعشاء.