بالتنسيق بين الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة وقسم التغطية الاجتماعية بالاتحاد العام التونسي للشغل إلتأم يوم الأحد 17 أكتوبر 2010 بمقر الاتحاد الجهوي تجمع عمالي حاشد في اطار التصدي لمشروع الحكومة الرامي الى تغيير أنظمة التقاعد وقد أشرف عليه الأخ رضا بوزريبة الأمين العام المساعد المسؤول عن التغطية الاجتماعية والأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الدواوين والمنشآت العومية ومؤسسات الاتحاد وقد حضر هذا التجمع عدد غفير من نقابيي الجهة من مختلف المعتمديات والقطاعات ليعبّروا بصوت واحد وبإرادة واحدة عن رفضهم الكامل لأي مساس لأنظمة التقاعد تحت شعار »لا تمسّ حقي في التقاعد«
وفي كلمة الافتتاح عبّر الأخ سليم التيساوي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة عن شكره وتقديره للحضور النقابي الكثيف الذي لبّى نداء الواجب في ملف على غاية من الأهمية وهو موضوع أنظمة التقاعد، كما أكد على ضرورة التسلح بالمعرفة في خوض هذه الملفات كخطوة أساسية على طريق الحلّ، ثم أحال الكلمة الى الأخ رضا بوزريبة الذي أكد موقف الاتحاد الذي عبّرت عنه الهيئة الإدارية الوطنية الأخيرة وهو عدم الاستعداد للتفاوض في ملف التقاعد إلا على قاعدة الوقوف أولا على الأسباب التي انحدرت بالصناديق الاجتماعية الى الهوة السحيقة التي هي فيها الآن، معتبرا أن موقف الاتحاد في هذا الصدد ينبني على أنه خط أحمر لا يمكن خوضه إلا على قاعدة مراكمة المكاسب وتدعيمها وليس العكس
كما أكد أن الاجتماع الذي لمسه من خلال زيارته الى معظم الجهات يؤكد ترابط أبناء الاتحاد وتوحدهم على نفس الموقف ثم تدخل الأخ المولدي الجندوبي وقد بدا عليه كثير من الارهاق حيث تنقل في ساعة متأخرة من الليل الثانية صباحا من ولاية قبلي متجها نحو جندوبة ليلتحق بالتجمع العمالي وعبر خلال تدخله عن سعادته وإعتزازه بالمشاركة بهذا التجمع متوجها بالشكر لأبناء الجهة لتلبيتهم الدعوة والحضور بكثافة في صرح الاتحاد الجهوي ، وأكد أم معضلة الصناديق الاجتماعية وانعكاسها السلبي على أنظمة التقاعد مرتبط الى حدّ كبير بسياسة تشغيلية وبخصخصة القطاع العام والتفويت فيه لحساب القطاع الخاص وما انجرّ عنه من تسريح لآلاف العمال ممن كانوا يساهمون في تمويل الصناديق الاجتماعية والتي بعلاجها سوف تجد الأزمة طريقها الى الحلّ وبدونها ستكون مرشحة الى التفاقم
ولأن هذا الملف كان وسيظل محلّ إهتمام وإجتماع كل النقابيين وكل شرائح المجتمع ولا يحتاج الى كثير من الشرح والتحليل، سرعان ما ترجم الحضور موقف الرفض الى حركة احتجاج بالشارع جوبهت بطوق أمني غايته منع المحتجين من ايصال صوتهم والإلتحام بعموم الناس وحيث كانت إرادة الإحتجاج وكوامن الغضب أكثر تصميما وأشد عزما على اطلاق العنان للحناجر والسواعد لتقول كلمتها عالية مدوية »شادين شادين في حقوق الشغالين « »شادين شادين شادين التقاعد في الستين «
فقد تمكنت من خرق الحواجز وكسرها مسجلة بذلك لحظة انتصار نرنوا الى أن تكون حالة انتصار بسحب المشروع برمته والعودة لعلاج الأسباب التي أدت الى تفاقم العجز بالصناديق الاجتماعية ، وتواصلت المسيرة الى غاية مركز الولاية حيث ألقى الأخ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة كلمة عبر خلالها عن شكره وتقديره الكبيرين لكل من شارك في هاته الحركة الاحتجاجية داعيا الى مزيد دعمها ومؤكدا موقف الرفض الذي هتفت به حناجر المحتجين
وتواصل بعد ذلك التجمّع الى غاية الساعة الثانية بعد الزوال حيث أدلى نقابيو الجهة بأفكارهم وآرائهم ومقترحاتهم حول الموضوع والتي صيغت في بيان ختامي لخص الموقف وأكد حالة الرفض القطعي للمشروع برمته والاستعداد للتصدي له بكل الوسائل القانونيةالمشروعة