في إطار متابعة ملف التقاعد أشرف أعضاء الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس على تجمع جماهيري حضره كافة الأعوان العاملين بمختلف مؤسسات الوظيفة العمومية بالجهة و ذلك يوم الأحد 28112010 بمقر الاتحاد في حدود الساعة العاشرة صباحا. وقد استهل التجمع برفع شعارات تنادي بحياة الاتحاد :«يا حشاد يا شهيد على دربك لن نحيد ، شادين شادين في حقوق الشغالين، شادين شادين التقاعد في الستين». ثم أخذ الكلمة الأخ سمير الشفي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس و الذي استعرض التجليات الأولى لبروز ملف التقاعد و شدد على ضرورة التعاطي مع هذا الملف بروح عالية ومسؤولة نظرا الى ما يكتسيه من خطورة كبيرة على حقوق ومكتسبات عموم الشغالين في مجال التقاعد .و أبرز كذلك أن تناول هذا الملف لا يمكن أن يكون من خلال مقاربة فنية تستند إلى أرقام فقط انطلاقا من قناعات الاتحاد بأن الصناديق الاجتماعية نخرها وأفقد توازنها المالي خيارات اقتصادية و اجتماعية من قبل الحكومة في علاقة بالتشغيل و هشاشته و السمسرة باليد العاملة و تراجع نسق التشغيل القار و المهيكل و نتائج سياسة إعادة الهيكلة و التأهيل والخصخصة و منها التأطير و التسريح و الإحالة على التقاعد المبكر فضلا عن غياب مساهمة الدولة في تمويل الصناديق . و من هذه المقاربة يرفض الاتحاد أي إجراء لا ينطلق من الأسباب الحقيقية الكامنة وراء انخرام هذه الصناديق ثم أضاف قائلا : و لعلّ من المفيد أن نقدم معلومة هي على غاية من الأهمية مفادها أن نسبة المحالين على التقاعد المبكر لأسباب مختلفة سواء كانت بعلاقة تطهير المؤسسات أو لجنة مراقبة الطرد سنة 2005 فاقت 59 ٪ من مجموع المحالين على التقاعد في القطاع العمومي و الوظيفة العمومية وتجاوزت 32 %في القطاع الخاص و هي أرقام مفزعة و مخيفة. وشدد الأخ سمير الشفي في آخر كلمته على ثوابت المنظمة و وحدة الممارسة النقابية لمختلف القوى النقابية المناضلة استعدادًا للنضال الميداني و الحقيقي و التصدي لهذا المشروع الخطير. ثم أحيلت الكلمة للأخ رضا بو زريبة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام الذي أشار الى أن ملف التقاعد يمر بمرحلة التفاوض و أن لكل مرحلة سماتها التي تتأثر بها و تؤثر فيها .و أن الاتحاد العام يريد أن يركز على مسؤولية هامة ألا و هي العوامل التي أدت إلى هذه الوضعية المنخرمة للصناديق و أن الهيئة الإدارية الوطنية رسمت خطة تعتبرها دنيا و هي عدم الحديث في مسألة السن أو المساهمة أو إيجاد الحلول لوضعية متأزمة تسببت فيها الحكومة وحدها نتيجة اختياراتها الليبرالية بداية من سنة 1986 الإصلاح الهيكلي وهو متواصل إلى اليوم ممّا أدى إلى تسريح العمال قبل السن القانوني للتقاعد ويمثل هذا نسبة كبيرة في تأزم وضعية الصناديق وإنماء جديد في التشغيل و نعني السمسرة باليد العاملة و بالتالي أصبحت كتلة العمل تفوق اليد العاملة. ثم اختتم التجمع بكلمة الأخ محمد الهادي بو جمعة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي بصفاقس الذي رحب في مستهلها بالأخ رضا بوزريبة مذكرا بأنه ينزل للمرة الثانية ضيفا على جهة صفاقس في إطار متابعة ملف التقاعد مسديا له الشكر الجزيل و معبرا في نفس الوقت عن أن هذا المجهود الذي يقوم به الأخ رضا بو زريبة ليس غريبا عنه وهو من مناضلي الاتحاد منذ انبعاثه إلى اليوم وسيستمر ... ثم أكد الأخ الهادي بوجمعة أنه رغم مرور ملف التأمين على المرض بحلول غير مريحة فإن ملف التقاعد لم يمر إلا كما يريده الاتحاد ومن ورائه الشغالون كلفنا ذلك ما كلفنا و لن نُعيرَ اهتماما لما تقوله الحكومة متهمة الاتحاد منذ 1978 بأنه يريد أن ينفرد بالملفات وتطلب في الوقت نفسه تزكية الاتحاد في خصوص هذا الملف الخطير والمهمّ . كيف لا و هو يهم أكثر من 90 ٪ من العمال سواء المنخرطين أم غير المنخرطين .كما أكد الأخ عضو المكتب التنفيذي بالتخفيضات التي تقوم بها الحكومة من عدد الموظفين و على سبيل المثال لا الحصر قطاع البريد الذي يقوم بأعمال جبارة وخدمات جليلة للبلاد 25 ٪ وقطاع التعليم بمختلف مراحله حيث التلاميذ والطلبة دون أساتذة والحكومة غير مقبلة على الانتدابات وإن فعلت فبطريقة التعويض .و ذكّر في الختام بأنه سيكون للاتحاد الجهوي بصفاقس تجمع عمالي يوم الأحد 2010125 بمناسبة ذكرى اغتيال الزعيم الوطني و النقابي فرحات حشاد وسيتم إعلام الحضور إن شاء الله بالجديد في خصوص ملف التقاعد. ولابد أن نشير في الختام إلى أن عديد من النقابيين الذي حضروا هذا التجمع من مختلف القطاعات و يتمتعون بثقل نضالي مشهود له بالجهة قد طالبوا بالتجمهر أمام دار الاتحاد عوض التجمع بقاعة الحبيب عاشور رافعين شعارات : حماة الحمى، بالروح والدم نفديك يا اتحاد، وحدة وحدة يا عمال ضد القمع و الاستغلال ...ا و في هذا الإطار أفادنا الأخ يوسف العوادني بأن الجهة قادمة على تجمع ثالث لكافة العاملين بالقطاع الخاص في إطار متابعة ملف التقاعد مؤكدا أن هذه التجمعات ستشفع بتجمع غفير لكافة القطاعات الثلاث أم دار الاتحاد و الانطلاق بمسيرة من مقر الاتحاد إلى وسط المدينة.