وزارة التجارة: المواد المدعّمة تتصدّر قائمة المخالفات الاقتصادية    البنك المركزي التونسي يدرج مؤسستين جديدتين ضمن قائمة المنخرطين في نظام المقاصة الالكترونية    رسميا/ روزنامة الامتحانات الوطنية..#خبر_عاجل    هام/ الترفيع في أسعار 320 صنفا من الأدوية.. وهذه قيمة الزيادة    إضراب حضوري للمحامين بمحاكم تونس الكبرى    إرتفاع أسعار اللحوم البيضاء: غرفة تجّار لحوم الدواجن تعلق وتكشف..    صناعة النفط و النقل واللوجستك : تونس تنظم معرضين من 25 الى 28 جوان المقبل    المغازة العامة تتألق وتزيد رقم معاملاتها ب 7.2%    بنزيما يغادر إلى مدريد    تتصدرها قمة الإفريقي والصفاقسي.. تعيينات مباريات الجولة الأولى إياب من مرحلة التتويج للبطولة الوطنية و النقل التلفزي    عبد المجيد القوبنطيني: " ماهوش وقت نتائج في النجم الساحلي .. لأن هذا الخطر يهدد الفريق " (فيديو)    بنزرت: تنفيذ قرارات هدم وازالة 3 أكشاك بشارع الهادي شاكر    جبنيانة: الكشف عن ورشة لصنع القوارب البحرية ماالقصة ؟    فظيع/ حادث مروع ينهي حياة كهل ويتسبب في بتر ساق آخر..    صفاقس_ساقية الدائر: إخماد حريق بمصنع نجارة.    وزيرة التربية: ''المقاطعة تساوي الإقتطاع...تسالني فلوس نخلّصك تتغيّب نقصّلك''    رسميا: الشروع في صرف قروض السكن في صيغتها الجديدة ابتداء من هذا التاريخ..#خبر_عاجل    24 ألف وحدة اقتصاديّة تحدث سنويّا.. النسيج المؤسّساتي يتعزّز    الحماية المدنية: 9 قتلى و341 مصابا خلال ال 24 ساعة الماضية    3 حلول لمكافحة داء الكلب ..التفاصيل    هواة الصيد يُطالبون باسترجاع رخصة الصيد البحري الترفيهي    الحماية المدنية: 9حالة وفاة و341 إصابة خلال 24ساعة.    حادث مرور قاتل بسيدي بوزيد..    بطولة الكرة الطائرة: النادي الصفاقسي يفوز على مولدية بوسالم    وفاة الروائي الأميركي بول أستر    الحبيب جغام ... وفاء للثقافة والمصدح    وفاة الممثل عبد الله الشاهد    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 2 ماي 2024    النادي الإفريقي: هيكل دخيل ينطلق في المشاورات .. إستعدادا للإنتخابات    ''أسترازنيكا'' تعترف بأنّ لقاحها له آثار قاتلة: رياض دغفوس للتونسيين ''ماتخافوش''    مفزع: أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض بغزة..    روبليف يقصي ألكاراز ويتقدم لقبل نهائي بطولة مدريد المفتوحة للتنس    تشاجرت مع زوجها فألقت بنفسها من الطابق الرابع..وهذا ما حل بمن تدخلوا لانقاذها..!!    يهم التونسيين : حيل منزلية فعالة للتخلص من الناموس    بينهم ''تيك توكر''...عصابة لاغتصاب الأطفال في دولة عربية    تونس:تفاصيل التمديد في سن التقاعد بالقطاع الخاص    البنك المركزي : نسبة الفائدة في السوق النقدية يبلغ مستوى 7.97 % خلال أفريل    محمد بوحوش يكتب .. صرخة لأجل الكتاب وصرختان لأجل الكاتب    نَذَرْتُ قَلْبِي (ذات يوم أصابته جفوةُ الزّمان فكتب)    مصطفى الفارسي أعطى القصة هوية تونسية    المهرجان الدولي للثقافة والفنون دورة شاعر الشعب محمود بيرم التونسي .. من الحلم إلى الإنجاز    حالة الطقس ليوم الخميس 02 ماي 2024    وزيرة التربية تكشف تفاصيل تسوية ملفات المعلمين النوّاب    ستيفانيا كراكسي ل"نوفا": البحر المتوسط مكان للسلام والتنمية وليس لصراع الحضارات    عاجل : سحب عصير تفاح شهير من الأسواق العالمية    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    أمطار غزيرة بالسعودية والإمارات ترفع مستوى التأهب    الشرطة تحتشد قرب محتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة كاليفورنيا    تركيا ستنضم لجنوب إفريقيا في القضية ضد إسرائيل في لاهاي    مندوب روسيا لدى الامم المتحدة يدعو إلى التحقيق في مسألة المقابر الجماعية بغزة    طيران الكيان الصهيوني يشن غارات على جنوب لبنان    المرسى.. الاطاحة بمنحرفين يروّجان الأقراص المخدّرة    وزارة الشباب والرياضة تصدر بلاغ هام..    عقوبات مكتب الرابطة - ايقاف سيف غزال بمقابلتين وخطايا مالية ضد النجم الساحلي والملعب التونسي ونجم المتلوي    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    الكاف: اليوم انطلاق فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان سيكا جاز    القيروان: إطلاق مشروع "رايت آب" لرفع الوعي لدى الشباب بشأن صحتهم الجنسية والانجابية    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إكبار للاتحاد.. وتمجيد لبطولات وتضحيات الشهداء
في ذكرى إحياء معركة النفيضة الخالدة
نشر في الشعب يوم 27 - 11 - 2010

المكان مدينة النفيضة البطلة والمقاومة،الزمان صباح يوم الأحد الموافق للواحد والعشرين من شهر نوفمبر لسنة 2010، المناسبة عزيزة على قلب كل النقابيين والشغالين بالفكر والساعد وتتمثل في إحياء الذكرى الستين لمعركة النفيضة الخالدة، معركة أبطال تونسيين أشاوس تعلقوا بالأرض وفدوا كل شبر من ترابها بالاستشهاد في سبيلها،وتكبيد المعمر الفرنسي هزيمة مذلة لم يستطع تجنبها رغم ترسانته العسكرية التي لم تصمد أمام إرادة عمال ومزارعي هنشير النفيضة التي كانت أقوى من سلاح هذا المعمر وخطت فصول مشرقة من تاريخ تحرر تونس الاجتماعي والوطني.
وكان من الطبيعي في مناسبة بمثل هذا العمق والانتماء للوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله ان يكون الحضور العمالي والنقابي حاشدا وان يتواجد جل أعضاء المكتب التنفيذي الوطني بمدينة النفيضة ممثلين في الأخ علي بن رمضان الأمين العام المساعد الذي ناب الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد في الإشراف على إحياء الذكرى والاخوة محمد سعد وبلقاسم العياري ومحمد شندول الأمناء العامون المساعدون إضافة الى أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي بسوسة يتقدمهم الأخ احمد المزروعي وعدد من أعضاء الهيئة الإدارية الوطنية والكتاب العامين للاتحادات الجهوية والأخ محمد الصحراوي الأمين العام المساعد لاتحاد عمال المغرب العربي وأعضاء المكتب المحلي بالنفيضة وضيوف آخرين جاؤوا مشكورين للمشاركة في إحياء الذكرى.
والبداية كانت بالتجمع أمام المركب الفلاحي حيث كان الأخ احمد المزروعي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة مرفوقا بزملائه أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي في استقبال الضيوف وذلك قبل ان ينطلق الحشد النقابي والعمالي تتقدمه عاملات من قطاعات مختلفة يحملن باقات من الزهور عربون حب ووفاء للشهداء الى المقبرة حيث تسكن أرواحهم الطاهرة الزكية. وهناك تولى الأخ احمد المزروعي رفقة الأمناء العامين المساعدين تلاوة الفاتحة على أرواح شهدائنا في لحظات خشوع تامة.
هذا وقد عرفت عودة الحشد الى مقر الاتحاد المحلي بالنفيضة لاستكمال برنامج إحياء الذكرى رفع عديد الشعارات النقابية الخالصة التي تداخل فيها الاجتماعي بالعاطفي الوجداني المتعلق بوفاء عمالنا بالفكر والساعد والقيادة النقابية وطنيا وجهويا لشهداء النفيضة شهداء الاتحاد وشهداء تونس الأبرار، فكنا طيلة الطريق المؤدية الى دار الشغالين بالنفيضة لا نسمع الاّ »شهداء شهداء إحنا ليكم أوفياء.. واتحاد مستقل والشغيلة هي الكل.. وبالروح بالدم نفديك يا اتحاد.. ويا خدام فيق فيق وين فلوس الصناديق.. وشادين شادين والتقاعد في الستين الخ«.
هذه الأجواء النقابية الخالصة بما تضمنته من إكبار لتضحيات الشهداء كانت محل تنويه من الأخ علي بن رمضان الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل الذي أثنى على جهود الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة والاتحاد المحلي بالنفيضة للارتقاء بالذكرى الى المستوى الذي يأمله كل النقابيين ويليق بحجم شهداء الاتحاد وما قدموه من تضحيات لا تحصى ولا تعد.
ملحمة استشهادية
لأبطال امنوا بالحرية
الأخ احمد المزروعي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة جاءت كلمته بمناسبة الذكرى عميقة في مختلف أبعادها ومحاورها،وبعد ترحيبه بالضيوف نقل مشاعر الحزن التي خيمت على نقابيي جهة سوسة وذلك على اثر رحيل المناضل النقابي العربي الكبير حسن جمام .
وقال بعد ذلك انه انطلاقا من وفاءنا لمبادئنا وتقاليدنا النقابية الأصيلة نحتفل اليوم بالذكرى الستين لأحداث النفيضة الخالدة، وبهذه المناسبة نقف جميعا إجلالا وخشوعا لأرواح شهداء النفيضة شهداء الاتحاد العام التونسي للشغل وشهداء الوطن. نقف لنقول ان احتفالاتنا بمثل هذه الذكريات ليست من قبيل الوفاء فحسب لشهداء الاتحاد ورواده ورموزه الأبرار وإنما أيضا لاستخلاص الدروس والعبر من نضالات الأجيال السابقة ولاستلهام المعاني النضالية من تلك الأحداث التي شكلت صفحة خالدة من صفحات النضال الاجتماعي والوطني الذي خاضه اتحادنا العظيم بكل شجاعة وإيمان من اجل الحرية والكرامة وسيادة الوطن.
وأكد على خوض عمال النفيضة في صلب الاتحاد العام التونسي للشغل لعدة نضالات وتضامنهم مع إضراب صفاقس 5 أوت 1947 وربطهم لقنوات الاتصال مع عديد النقابيين في جهات مختلفة مما مكنهم من الاطلاع على النضالات النقابية الأخرى، وهذا ما أثرى الحس النضالي لديهم وجعلهم على أهبة الاستعداد لتلقين المعمر الفرنسي درسا في البطولة والتضحية والإباء مازال ماثلا حتى يومنا هذا في الذاكرة الوطنية التحررية، وكيف لا يحدث هذا وعمال النفيضة الأشاوس والأبطال يشهد لهم التاريخ بأنهم كانوا نصيرا قويا للشهيد الخالد فرحات حشاد ومدافعا شرسا عن استقلالية الاتحاد ومناديا قويا بوحدة العمال...
واعتبر الأخ احمد المزروعي ان ما خطه شهداء معركة النفيضة يعجز اللسان عن رصده والقلم عن وصفه ويؤكد حقيقة لا غبار عليها وهي ان منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل ستظل على الدوام ولاّدة للرموز والرواد الأبرار،وأنها ستواصل النهل من معين شهداء الحركة النقابية والوطنية وفي مقدمتهم الشهيد الخالد والرمز فرحات حشاد وشهداء النفيضة الذين هزموا بإرادتهم النقابية الصادقة وحبهم الجارف لهذا الوطن فلول المعمر الفرنسي بكل ترسانته العسكرية..نعم لقد كانوا رجال..رجال.. وهذا ليس بغريب فقد جبل أبناء الاتحاد ومناضليه ورموزه ورواده على ان يكونوا هكذا على الدوام...
وقال ان أكثر ما يحز في أنفسنا ونحن نحيي هذا اليوم الخالد ان لا نجد في مدينة النفيضة مدينة الشهداء أي رمز تذكاري تاريخي يؤرخ لهؤلاء الشهداء ويمجد بطولاتهم ويخلد تضحياتهم.
وأضاف الأخ احمد المزروعي بمرارة قائلا نعم ان أكثر ما يحز في أنفسنا ويشعرنا بالقلق هو تنكر السلط المحلية المتعاقبة في مدينة النفيضة لشهداء هذه المدينة ورفض هذه السلط حتى يومنا هذا إقامة نصب تذكاري يحكي تاريخ شهداء حوادث النفيضة..شهداء الاتحاد العام التونسي للشغل..شهداء الوطن.
ودلل على ذلك بالقول كم يبدو المشهد مؤلما حين نلمس بأم العين كل يوم ان الساحة المخصصة لإقامة نصب تذكاري يليق بشهداء النفيضة العظام تسمح السلط المحلية في النفيضة بان تتحول هذه الساحة الى مرتع للكلاب السائبة وإلقاء الفضلات وتمنع في المقابل ان تجعلها ساحة للشهداء في مدينة الشهداء. لذلك هذه فرصة نستغلها بتواجد الأخ علي رمضان الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل الذي نحييه من جديد ونحيي نفسه النضالي لرفع مطلبنا هذا الى المركزية النقابية وذلك من اجل التحرك السريع والضغط في كل الاتجاهات من اجل إقامة هذا النصب التذكاري في مدينة النفيضة تخليدا لشهدائنا الأبرار أنبل بني البشر.
الأخ احمد المزروعي اعتبر أيضا ان حوادث النفيضة الخالدة بما أفرزته من مثل نضالية وتحررية رائدة أثبتت ان الاتحاد العام التونسي للشغل سيظل على الدوام صخرة صلبة في وجه الأعداء لا تؤثر فيها المؤامرات والمزايدات والأساليب الرخيصة من قبل البعض لاستهداف الطبقة الشغيلة بشتى أنواع التجاوزات والمضايقات وهم إذ فشلوا في كل ذلك فلان لعمالنا بالفكر والساعد منظمة رائدة في حجم الاتحاد العام التونسي للشغل لا تساوم بحق منخرطيها ولا تقبل بظلمهم في المطلق أو المس بمصالحهم .
وقال لقد شاءت الظروف ان يقترن احتفالنا هذه السنة بأحداث النفيضة الخالدة بجملة من المستجدات على الساحة الاجتماعية بالخصوص أهمها ظهور بوادر مشاريع تستهدف مس عمالنا ومنعهم من حقهم في تقاعدهم الستيني ومحاولة مصادرة هذا الحق والوصول بالتقاعد الى الثانية والستين في مرحلة اولى وربما الى الخامسة والستين في مرحلة ثانية وهذا ما لم نقبل به في جهة سوسة التي خرجت بمناضليها ومناضلاتها ونقابييها ونقابياتها وعمالها بالفكر والساعد لتعبر عن امتعاضها وشجبها ورفضها لهذا المشروع في تجمع عمالي حاشد اشرف عليه المكتب التنفيذي الجهوي بسوسة وحضره الأخ رضا بوزريبة الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل وكان درسا في الوحدة والتكاثف والإجماع على موقف موحد شعاره: »عاش عاش الاتحاد.. على دربك يا حشاد« و »اتحاد مستقل والشغيلة هي الكل« و »لا تمس تقاعدي« و »يا خدام.. فيق ..فيق.. وين فلوس الصناديق«، فكان هذا الموقف منسجما مع ثوابت منظمتنا العتيدة التي كانت أول من رفضت هذا المشروع ودعت الى كشف ملابسات إفلاس الصناديق ومعالجة أسبابها بدل البحث عن رتقها على حساب سنوات تقاعد العمال وأجورهم وهذا موقف مشرف للاتحاد لا يسعنا إلا ان نثمنه وننوه به.
وأكد على ان حجم الصعوبات التي ماانفكت تتضخم والمتعلقة بالخصوص بعدم قدرتنا كعمال على تحمل أعباء مقدرة شرائية، جعلنا نشعر وكأننا نعيش على هامش الإنفاق وليس في صلبه وذلك بفعل عدم التوازن القائم حتى الآن بين الأجور الثابتة والارتفاع الصاروخي للأسعار وهذا ما يجعلنا نطلق صيحة فزع حقيقية حول مستقبلنا في سوق لن يدخلها مستقبلا إلا أصحاب الرواتب المنتفخة، كما ان مطالبتنا بحق أبنائنا في الشغل وفي حياة كريمة والمطالبة تبعا لذلك بإيجاد حلول عاجلة لمعضلة البطالة تماما مثل المطالبة بضرورة توفير ظروف عمل لائقة وإنسانية لعمالنا بالفكر والساعد ينتفي فيها كل ما له علاقة بالسمسرة والمتاجرة باليد العاملة والمناداة بتطبيق سياسة جبائية عادلة ومزيد تكثيف المراقبة على عدد من المؤسسات المتحيلة على العمال والصناديق والتي لها ضلع مباشر في الأزمة الاجتماعية التي نعيشها اليوم ستظل من المطالب الملحة التي سنواصل النضال من اجل ايجاد مخارج مشرفة لها والبداية ستكون بالمفاوضات الاجتماعية التي بدأنا كطرف نقابي على المستويين الجهوي (الاتحادات الجهوية) والوطني (المركزية النقابية) في وضع اللمسات الأخيرة المتعلقة بقراءتنا لهذه المفاوضات كيف يجب ان تكون من أين تنطلق والى أين يجب ان تصل. وفي خضم كل ردهات هذه المفاوضات فالمؤكد ان الاتحاد العام التونسي للشغل سيكون كما عهدناه المفاوض الصلب والأمين على حقوق عماله ومكاسبهم التي نطالب ان تتدعم أكثر على المستويين المادي و الترتيبي. وهذا لن يكون إلا بالتفافنا جميعا حول اتحادنا العظيم ومزيد دعمه وتكريس خطه النضالي المستقل من اجل مستقبل نريده دائما أفضل لطبقتنا الشغيلة المتعلقة بالاتحاد والمناضلة في صفوفه والمتشبعة بتوجهاته ومبادئه.
الأخ احمد المزروعي أنهى معتبرا أن بطولات وتضحيات شهداء حوادث النفيضة الخالدة يتنزل في الإطار العام ضمن رفض الاستغلال ومقاومة المستعمر المتوحش من اجل الحرية والسيادة والتحرر، تماما مثل ما يحصل اليوم في فلسطين ولبنان والعراق حيث لا صوت يعلو على صوت المقاومة وحيث دحر المحتل الصهيوني والأمريكي هو البدء والمنتهى. واستغل هذه المناسبة أيضا لتجديد الإكبار لبطولات المقاومين الشرفاء من اجل فلسطين مستقلة حرة أبية على الدوام عاصمتها القدس الشريف ، ومن اجل عراق يحكمه العراقيون الوطنيون وليس أذناب أمريكا وإسرائيل، ومن اجل لبنان سيد نفسه وقوي بمقاومته ومتماسك لا تناحر طائفي ومذهبي فيه.
تاريخ زاخر بالتضحيات
كلمة الاتحاد المحلي بالنفيضة القاها الأخ توفيق غرس الله الكاتب العام للاتحاد المحلي الذي ابرز بالخصوص ان إحياء الذكرى 60 لمعركة النفيضة الخالدة يترجم بوضوح كفاح منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل ومساهمتها الفعالة في تحرير وطننا العزيز من خلال ما قدمته من شهداء . واعتبر ان ذكرى النفيضة هي منارة من منارات تاريخنا الوطني الزاخر بالتضحيات والشهداء . وقال ان الهدف من إحياء ذكرى النفيضة ليس الوقوف على الأطلال بل للاستفادة مما قدمه الشهداء من تضحيات وبطولات من اجل إسعاد الطبقة العاملة وتحقيق طموحات الأجيال لتعيش وتنعم بالعدل والحرية.
أنشطة بالمناسبة
تزامنا مع إحياء ذكرى معركة النفيضة المجيدة والخالدة،أدرج الاتحاد المحلي بالمكان جملة من الأنشطة التي تؤرخ للمناسبة على غرار معرض الصور الذي أقيم للغرض ومسابقة الرسم التي كان موضوعها الشهداء. وقد قام بتسليم الجوائز لمستحقيها كل من الأخوين احمد المزروعي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة والأخ عمر عظام الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي وأعضاء المكتب المحلي بالنفيضة.
هذا كما اشرف الأخ احمد المزروعي على الحفل الفني الملتزم بدار الاتحاد المحلي الذي أحيته فرقة البحث الموسيقي وذلك يوم 20 نوفمبر 2010 بحضور نقابي وعمالي لافت.
غريب!!
شعار السلط المحلية للاحتفاء بالمناسبة
مقبرة مغلقة..وإساءة للشهداء!!
في الوقت الذي ما انفك ينادي فيه أعلى هرم في السلطة باحترام التاريخ النضالي والاستشهادي للشهداء وتخليد بطولاتهم وتضحياتهم التي قدموها من اجل تونس حرة ومنيعة على الدوام، أتحفتنا السلط المحلية بالنفيضة بمناسبة ذكرى إحياء معركة النفيضة بإجراء متخلف وغير مسؤول فيه إساءة بالغة لشهدائنا الأبرار.
هذا الإجراء المقيت الذي استاء منه الحشد العمالي والنقابي الذي حضر إحياء الذكرى تمثل في إقدام هذه السلط على غلق باب المقبرة في وجه النقابيين الذين تفاجؤوا لحظة وصولهم بهذا الباب موصد بالسلاسل السميكة وبأقفال حديدية تحتاج الى »تراكس« لفك طلاسمها وقطعها!!
ومن حسن حظ الطرف النقابي ان رحلة البحث عن مفتاح الباب الخارجي لم تدم كثيرا ، حيث كان لشعار »يا حشاد يا شهيد على دربك لن نحيد« الذي رفعه الحشد وقعا سحريا وقويا ومؤثرا سارع بتسوية الوضعية وفتح الباب الموصد على مصراعيه أمام النقابيين الذين قاموا مثلما هي العادة دوما في هذه الذكرى بوضع أكاليل من الزهور على ضريح الشهداء وتلاوة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة الزكية. هذه الحادثة التي نطالب من موقعنا بفتح تحقيق صارم بشأنها وإخضاع السلط المحلية للمساءلة بسببها، تدعو حقيقة الى الاستغراب لامه من المعقول ان يهمش الشهداء في مدينة الشهداء، كما انه من غير المعقولان تظل ساحة الشهداء في النفيضة ساحة فقط بالاسم أما على ارض الواقع فهي مرتع للكلاب السائبة ومكان مفضل للعموم لإلقاء الفضلات !! السؤال أيضا هو أين السلط الجهوية من كل ما يجري في مدينة النفيضة، ومتى نرى والي الجهة يحرص على إقامة هذا النصب التذكاري لشهداء النفيضة شهداء آلات وشهداء الوطن؟ نعم متى تستعيد مدينة النفيضة حقها في إقامة نصب تذكاري يؤرخ لبطولات وتضحيا شهدائها؟ ومتى تدرك السلط المحلية بالنفيضة ان مقبرة المكان والشهداء ليست ملكا من أملاكها مسجل في دفتر خانة باسمها حتى تتصرف فيها كما تشاء وتفتحها متى تشاء وتغلقها أيضا متى تشاء؟ متى تدرك هذه السلط ان شهداء النفيضة هم شهداء تونس ومن حقنا كأبناء لهذا الوطن الغالي والعزيز ان نزورهم ونترحم عليهم في الصباح وفي الظهيرة وفي المساء وفي كل الأيام بما في ذلك الأعياد والآحاد !! وآخر كلامي ان المجد والخلود لشهداء تونس الأبرار شهداء الاتحاد العظام.. والسلام .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.