أحيا الشغالون يوم الجمعة 21 نوفمبر 2008 الذكرى 58 لحوادث النفيضة (من ولاية سوسة) 1950. هذه الذكرى الخالدة دأب الاتحاد على احيائها سنويا لأنّها احدى المحطّات المهمة والبارزة في تاريخ أعرق منظمة نقابية عمّالية عرفتها تونس، محطّة نضال وتضحية من أجل الكرامة وعزة النفس وأيضا من أجل مناعة تونس وأمنها واستقلالها بعيدا عن نير المستعمر الذي جثم فوق أرضها الطيبة وامتص خيراتها محاولا ابعاد أبنائها وتجويعهم وتفقيرهم... هذه الذكرى عمل الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد المحلي للشغل بالنفيضة على توفير كل الظروف الملائمة لانجاحها بما يجعلها في مستوى الحدث، الحدث الذي ذهب ضحيّته عمال (نساء ورجال) حصدتهم الآلة العسكرية للمستعمر الغاشم لأنّهم رفضوا الظلم والتمييز وهضم الحقوق... احياء الذكرى الثامنة والخمسين أشرف عليه الأخ علي بن رمضان الأمين العام المساعد المكلّف بالنظام الداخلي والأمين العام بالنيابة نظرا لتواجد الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد في بروكسال لحضور اجتماعات الجامعة النقابية العالمية. حضور نقابي مكثّف سُجّل في هذه الذكرى التي حضرها أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وعدد من أعضاء الهيئة الادارية الوطنية وجمع غفير من الاطارات النقابية الجهوية والمحلية يتقدمهم الأخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي وأعضاؤه في المكتب التنفيذي هذا إلى جانب السلط الادارية المحلية ورؤساء بعض المؤسسات الاقتصادية بالمنطقة. كل الحاضرين توجهوا إلى روضة الشهداء بالنفيضة حيث استمع الجميع إلى آيات بيّنات من الذكر الحكيم ووضع الأخ علي بن رمضان باقة زهور على النصب التذكاري وتلا رفقة الحاضرين فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء النفيضة 21 نوفمبر 1950. ثمّ توجّه النقابيون إلى مقر الاتحاد المحلي في مسيرة سلمية مردّدين عدّة شعارات عمّالية عبّرت عن تمسّك النقابيين بالاتحاد واحدا موحدا حرّا ومناضلا وديمقراطيا ومستقلا كما عبّرت عن الوفاء للرواد والرموز أمثال حشاد العظيم ورفاقه أمثال المناضل أحمد التليلي والمناضل الحبيب عاشور وكل المناضلين والشهداء من أبناء الاتحاد والوطن. في مقر الاتحاد المحلي للشغل بالنفيضة التأم تجمّع عمّالي كبير افتتح بكلمة ترحيبية بالحاضرين وبتجديد الاعتزاز بالانتماء للاتحاد العام التونسي للشغل وبما حققه من مكاسب لفائدة منظوريه بالفكر والساعد هذا إلى جانب الالتزام بخدمة العمّال والدفاع عن حقوقهم ومطالبهم. من جهته رحّب الأخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة بالاخوة أعضاء المكتب التنفيذي الوطني يتقدّمهم الأخ علي بن رمضان كما رحّب بكل النقابيين والضيوف شاكرًا للجميع تلبية الدعوة. ثمّ تناول الأخ علي بن رمضان الكلمة ليحيّ أهالي النفيضة ومناضلي المنطقة وسوسة مذكرا بالتضحيات التي قدمها العمّال في الجهة والنفيضة من أجل الكرامة وعزّة النفس ورفض الهيمنة التي فرضها المستعمر الذي امتص خيرات النفيضة واستولى على أراضيها الخصبة المعروفة بعطائها وسخائها. الأخ علي بن رمضان عبّر عن ارتياحه لنجاح هذه التظاهرة التي تقام بمناسبة احياء الذكرى 58 لحوادث النفيضة الخالدة متقدّما بالشكر إلى الاتحاد الجهوي والاتحاد المحلي وكل النقابيين الذين عملوا على انجاح هذه الذكرى المجيدة والمحطة المهمة في تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل ونضاله الاجتماعي والوطني... الأخ الأمين العام بالنيابة دعا إلى ضرورة استخلاص العبر من مثل هذه المناسبات التي تعد حلقة مهمّة في تاريخ الاتحاد هذا الهرم الذي أنجب رجالا أفذاذا أمثال شهيد الوطن الزعيم خالد الذكر فرحات حشاد وأحمد التليلي والحبيب عاشور وكل شهداء الاتحاد والوطن الذين وهبوا أنفسهم من أجل استقلال تونس والذود عن حرمتها وكرامة أبنائها وأضاف الأخ علي بن رمضان الذي قُوطعت كلمته أكثر من مرّة ليهتف الجميع بحياة الاتحاد والتمسّك به حرّا ومستقلا ومناضلا.. ان ما نقوم به هو لفائدة تونس وعمّالها بالفكر والساعد متطرّقا إلى عمل الاتحاد وإلى قراراته التي قال عنها أنّها نابعة من هياكله دون سواها مؤكدا في ذات الوقت انّ الاتحاد يعمل في كنف الشفافية والاستقلالية وهو فضاء رحب لكل أبنائه بالفكر والساعد بعيدا عن الاقصاء والتهميش والانفراد بالرأي. الأخ علي بن رمضان وبعد أن استخلص العبرة من مثل هذه المحطّات المضيئة في تاريخ الاتحاد وضرورة احيائها لأنّها تمثّل حلقة الربط بين الماضي والحاضر وكذلك المستقبل، تطرّق إلى المفاوضات الاجتماعية التي تدور الآن في جولتها السابعة معلنا عن النتائج الحاصلة في الوظيفة العمومية وكذلك الاتفاقات التي حصلت في بعض قطاعات القطاع الخاص التي تخوضها الوفود التفاوضية التابعة للاتحاد انطلاقا من دراسات ومعطيات عن أوضاع المؤسسات وعن المحيط العام الداخلي والخارجي وعن الأوضاع الاقتصادية العالمية ومالها من انعكاسات على أوضاعنا الاقتصادية الداخلية. الأخ علي بن رمضان أكّد ضرورة أن يقع التعويض الكامل لما لحق المقدرة الشرائية للأجراء من تدهور داعيًا إلى ضرورة تقاسم التضحيات بين مختلف الأطراف في كنف الوضوح والشفافية. وحتى لا يتحمّل الأجراء لوحدهم نتائج المتغيّرات الاقتصادية وتبعات الأزمة المالية جدّد الأخ علي بن رمضان قوله بأنّ تاريخ الاتحاد حافل بالنضالات والتضحيات من أجل تونس وعمّالها ومن أجل ثوابت عدة وهي مناصرة الحريات ودعم حقوق الانسان وحرية الاعلام والصحافة ودعم حركات التحرّر واعتبار قضية فلسطين قضية الاتحاد ومناضليه وقضية تونس عموما. الأخ علي بن رمضان استعرض نجاحات الاتحاد في الخارج مذكرا بالمناصب التي يشغلها الاتحاد في المحافل النقابية الاقليمية والدولية وهي مكاسب ليست للاتحاد فقط بل إنّها مكاسب لتونس كلّها...