نظّم الاتحاد العام التونسي للشغل عبر قسمي التكوين النقابي والمرأة والشباب ندوة وطنية حول تأهيل الشباب العامل للقيادة النقابية بمشاركة (80) ثمانين شابا وشابة من كلّ تراب الجمهورية احتضنها أحد النزل بالحمامات الجنوبية وتواصلت من 23 إلى 25 ديسمبر الماضي. وتضمّنت الندوة عدّة محاور كالاحاطة بالعمّال والدور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للنقابة وأشكال المناولة واشكالاتها إلى جانب العمل النقابي بين الوحدة والتعدّدية والثقافة العمّالية والسبل الكفيلة بتفعيل دور اللجان غير القارة بالمنظمة الشغيلة كما تناولت الندوة عدّة محاور أخرى كمعايير العمل الدولية والعربية والانتساب النقابي ودور التضامن النقابي في مواجهة التحدّيات وكسب الرهانات. وقد أشرف الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد على افتتاح أشغال الندوة. وأبرز أهميّة الدور الذي يقوم به الشباب العامل داخل المنظمة الشغيلة مؤكدا ضرورة أن يتحلّى هذا الشباب بالقيم النبيلة للعمل النقابي التي تقوم أساسًا على التحلّي بالتفاني في خدمة الغير ودعم المكاسب المادية والمعنوية للعمّال وتكريس الديمقراطية والشفافية واستقلالية الاتحاد ووضع مصلحة الوطن فوق كلّ الاعتبارات. وبيّن الأخ عبد السلام جراد أنّ الشباب العامل هو العمود الفقري الضامن لديمومة الاتحاد والاستمرار في أداء رسالته النبيلة خدمة للشغالين بالفكر والساعد وخدمة لمصلحة البلاد وصون عزّتها ومناعتها والمساهمة في تنميتها الشاملة ودفع العملية الاقتصادية بما يبوّؤها المكانة التي تستحق بين الأمم المتقدمة. من جهة أخرى أكّد الأخ عبد السلام جراد أنّ الاتحاد منظمة متجدّدة ومتطورة بما يتماشى وما يشهده العالم من تقدّم ونمو متسارع مع المحافظة على ثوابتها وأهدافها التي تأسست من أجلها منذ أكثر من ستين سنة. من جهة أخرى دعا الأخ عبد السلام جراد الشباب إلى نبذ الكراهية والتحجُّر وإلى التحلّي بالتسامح وقبول الآخر بعيدًا عن كلّ تهميش أو اقصاء وعدم الانغلاق على النفس والعمل على تجاوز الصعوبات والعراقيل والمساهمة في دعم الحركة الاقتصادية والاجتماعية ورفع التحدّيات وكسب الرهانات. الأخ عبد السلام جراد أكّد في كلمته التي حضرها عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وممثّلون عن تنسيقيات الاتحادات الجهوية للشغل والجامعات والنقابات العامة ان الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة تفتح ذراعيها لكل أبنائها بالفكر والساعد في إطار شفاف وديمقراطي لا مكان فيه للاقصاء والتهميش والانفراد بالرأي وهو فضاء يتسّع لكل النقابيين مهما اختلفت آراؤهم ومشاربهم مشدّدا على أن لا فكر داخل الاتحاد الاّ للفكر النقابي مع احترام كلّ الحساسيات السياسية والحزبية لكن لا مجال لاحتراف السياسة داخل الاتحاد مبرزا أنّ الاتحاد منظمة وطنية وشريك فاعل في كل مظاهر حياة المجتمع ويهمّها الشأن الوطني بكل مكوّناته. الأخ عبد السلام جراد أكّد أنّ النقد ضروري داخل الاتحاد ومن شأنه أن يضع حدّا للهنات والنقائص ويتقدّم بالعمل النقابي إلى أعلى المراتب ويضع أولى الاهتمامات التي هي مشاغل العمّال ورعاية مصالحهم ودعم حقوقهم ومكاسبهم مؤكدا أنّ العلاقة بين الأطراف الاجتماعية تقوم على الاحترام المتبادل والحوار والتشاور والتفاوض حول المسائل القائمة مع وضع مصلحة تونس فوق كل الاعتبارات ومع التفتّح المسؤول على باقي مكونات المجتمع مع المحافظة على استقلالية المنظمة الشغيلة بأن يكون قرارها نابعًا من هياكلها النقابية دون سواها.