روعة وغبطة وشرف عظيم ان يتفلسف العالم حبا لتونس وحكمة شعبها العظيم بغالبية شبابها الذي ينشر قيم الكرامة والحرية والذكاء العام والمشترك عبر انحاء كرة الأرض. لقد أفاضت هذه الانتفاضة الجماهيرية المجيدة، انتفاضة الأيادي النظيفة قلوب وعقول أفذاذ مفكري العالم المعاصر الأحياء من امثال شومسكي وريجيس دوبري وألان باديو وطوني ناغري. وفي ما يلي مقتطفات من المفهوم الفلسفي لتونس الحرة وشعبها الحر وشهدائها الأبرار الذين أحبّهم هؤلاء الفلاسفة فشهدوا لهم وشهدوا بهم وشهدوا عليهم حيّا للشهادة: (...) »إذا كنا نفهم من عبارة انتفاضة حركة الناس في الشارع من اجل قلب نظام الحكم بالعنف الثوري بدرجات مختلفة، فانه علينا ان نؤكد مرة واحدة على ما يميز ندرة هذه الانتفاضة التونسية: وكم كانت بطولية وظافرة. لقد قلبت نظاما جثم 23 سنة كان يبدو في مأمن وها قد زلزل بحركة شعبية أثبتت ان هذا النظام كان الحلقة الأضعف (...). »ولو عدنا مجددا الى هذه الانتفاضة التونسية فان اغلب الظن انها سوف تتواصل، وسوف تنقسم اعتبارا أن رهط الحكم الذي سينتصب سوف يكون لا علاقة له وبشكل فظيع بالحركة الشعبية التي سوف تنتفض عليه... ثمة القوة السالبة، الحكم المحقر الذي سوف ينهار في رموزه على أقل تقدير«. ألان باديو. 19 جانفي 2011 » (...) لقد أبدع العصيان قوى جديدة: فكيف سنتعامل معها؟ كيف سوف نتحرك معها؟ ضدّ الاعداء القدامى وضدّ الاعداء الجديد الذين سوف يظهرون بسرعة؟ (...)«. »إن مستقبل جيلكم وأبنائكم لن يكون منذ الآن الا معتمدا على المشترك وعلى التصرف الجماعي (...) وحالما ينقشع ضباب العصيان، سوف تكون أولويتكم هي التفكير والتقرير. ولكن جهاز الحكومة المؤسسة والتأسيسية لن يتوقف عند المشترك (...)«. »إن التمرّد التونسي هو فعل اجتماعي وأمر واقع (...) والشباب الذي هو قوة عمل معرفي هو اليوم الطبقة الشغيلة الحقيقية في هذا العصر ما بعد الصناعي (...) لقد تم تكذيب ثقافة العجز في شوارع تونس. وانه على هذا الشباب اليوم ان يفتح مشروعه الثوري بأن يحول العصيان الى آلية سياسية مؤسّسة. لا يمكن ان نترك تغيير دستور البلد في أيادي النخب البدائية سواء كانت اشتراكية او ديمقراطية او اسلامية، ان التونسيين وان كانوا في حاجة الى دستور جديد فإنهم في حاجةأمسّ الى توجه تأسيسي واسع للبلد بأسره بما في ذلك قوى الجيش والقضاء والجامعات (....)«. »لابد ان تكون السلطة التشريعية والتسيير الضروري لشؤون البلد بيد الشباب والمجموعات الثائرة التي يمكن ان تنتظم في كل المواقع بصورة عاجلة والسبيل الى ذلك دون التخلي عن الاشكال الثابتة للتمثيل (...)«. »لا يمكن اليوم لديمقراطية حقيقية الا ان تكون ديمقراطية مطلقة (...)«. »وسوف يكون الحق في التعبير متحققا كاقتدار مؤسّسٍ مفتوحٍ على تشريع مشترك (...)«. »إن الحيرة في الواقع كبيرة تماما كالمفاجأة منذ البداية والى النهاية. وسوف يصبح انتقال تونس الى الديمقراطية أنموذجا ومختبرا للعالم الاسلامي بأسره. ولكننا اذا كنا سوف نكتفي بذلك فإنه لا جديد حقا. بل على العكس هو قديم تماما: إنه ببساطة استعمار جديد (...) . فلنكذّب البؤس القمعي للمعلقين الامريكان والاوروبيين«.