اتصلنا من الأستاذ في المعهد العلى للتوثيق بتونس السيد جلال الرويسي برسالة مفتوحة الى السيد وزير الثقافة تتعلق بعديد الملاحظات حول مشروع »الرائد« لرقمنة الكتب والمخطوطات والدوريات هذا نصّها : تحية وبعد، اطّلعت ببالغ السعادة على فحوى النّدوة الصحفية التي عقدتموها صحبة السيّد وزير التّشغيل يوم غرّة مارس 2011 والتي أعلنتم خلالها على إطلاق مشروع »الرّائد« وهو برنامج وطني لرقمنة مائتي ألف كتاب إضافة إلى المخطوطات والدّوريات في غضون السّنوات الثلاث القادمة. ذلك أنّ مثل هذا المشروع ينسجم مع ما كان أساتذة المعهد العالي للتوثيق يطالبون به دوما من ضرورة رقمنة الرّصيد الوثائقي الوطني ذي القيمة التراثية والعلمية حفظا له من التلف وتعريفا به وتثمينا لما يتضمّنه من كنوز. ويتكوّن هذا الرّصيد الوثائقي الوطني من مخزون متنوّع كالمخطوطات والمطبوعات القديمة والنادرة والثمينة والدّوريات والأرشيف السّمعي البصري (تسجيلات إذاعية وتلفزية وأفلام سينمائية ووثائقية) وأطروحات الدّكتوراه والأرشيف الإداري، إلخ. ومن الواضح أنّه لئن كانت وزارة الثقافة من أوّل المعنيين بضرورة المحافظة على التراث الفكري والوثائقي للشعب التونسي، إلاّ أنّ تنوّع هذا الرصيد وضخامة حجمه يتجاوزان مجال تدخّل وزارتكم لوحدها ليشملا وزارات ومؤسّسات أخرى كالتعليم العالي ومؤسّسات التلفزة والإذاعة والأرشيف الوطني، إلخ. السيّد وزير الثقافة، إنّني إذ أقدّر قيمة هذه المبادرة، فإنني أؤكّد على ضرورة أن : 1) تنخرط في إطار سياسة حكومية شاملة لرقمنة الرّصيد الوثائقي الوطني في تنوّعه، 2) يتمّ التّنسيق بين الوزارات والمؤسّسات الماسكة بأرصدة متشابهة ترشيدا لإنفاق المال العام وضمانا لتناغم الأنظمة والحلول التكنولوجية المعتمدة. وقد أثبتت التجارب السابقة أنّ أطرافا عديدة تقوم بنفس العمل دون تنسيق بينها (رقمنة الرّائد الرسمي، الدوريات، إلخ...). 3) يقع الاعتماد في إنجاز هذا العمل على أصحاب الاختصاص في مجال التصرّف في الوثائق قبل غيرهم وذلك من باب ترشيد النفقات العمومية وضمان النجاعة والجدوى والعدالة في فرص التشغيل. فاعتبارات التنمية الجهوية العادلة والحرص على فتح باب الأمل أمام العاطلين من حملة الشهادات العليا، يجب ألاّ يتضاربا مع ضرورة الاعتماد على أصحاب التخصّص والكفاءة. السيّد وزير الثقافة، إنّ تنفيذ مشروع "الرّائد" يتطلّب توفّر كفاءات لا تتوفّر مجتمعة إلاّ عند خرّيجي المعهد العالي للتّوثيق. وأنا على يقين أنّ أسرة المعهد العالي للتوثيق لن تتردّد في وضع كلّ خبراتها وموارد المؤسّسة على ذمّة هذا المشروع وعلى وجه التطوّع (دراسات جدوى، رسكلة وتأهيل، استشارات فنّية، إلخ،) وذلك انتصارا من أسرة المعهد لما فتحته ثورة 14 جانفي من آمال وتدعيما لفرص تشغيل خريجي المؤسّسة. واسمحوا لي في الأخير أن أعرض عليكم جردا سريعا للتخصّصات الدقيقة التي يتميّز بها أبناء معهدنا. ❊ المسح الضوئي scannage ❊ التعرّف الضوئي على الحروف Optical Caracters Recognition (OCR) ❊ صيغ التخزين PDF, PDF/A, JPEG, TIFF, etc. ❊ الفهرسة الآلية ومواصفاتها Métadonnées & Formats (Unimarc et autres) ❊ التكشيف الآلي وأدواته Indexation automatique & Listes d'autorités ❊ المكتبات الرّقمية Bibliothèques numériques ❊ نظم التصرّف في قواعد المعلومات الوثائقية Systèmes de Gestion de Bases de Données Documentaires SGBDD ❊ لأرشفة الالكترونية Archivage électronique ❊ التصرّف الالكتروني في الوثائق Gestion Electronique des Documents ❊ التصرّف في المعلومات والوثائق الإلكترونيةGEstion des Informations et Documents Electroniques (GEIDE) ❊ الهندسة الوثائقية ولغاتها HTML, XML ❊ المكتبات الافتراضية والشبكات المكتبية والفهارس المشتركة Bibliothèques virtuelles, Réseaux et Catalogues collectifs ❊ محرّكات البحث ونظم استرجاع المعلومات Moteurs de recherche & information retrieval وجميعها مهارات وكفاءات دقيقة لا تتوفّر مجتمعة إلاّ لدى خرّيجي المعهد العالي للتوثيق. ❊ جلال الرّويسي أستاذ مساعد بالعهد العالي للتوثيق