قصة المهاجرين المغاربة مع السياسة بفرنسا، قصة نضال وصبر وتضحيات، مسألة وجود في اطار يبدو للوهلة الأولى شائكا ومعقدا يتأرجح بين التعددية الاثنية والخصوصيات الثقافية وامكانات انصهارها وتناغمها مع النموذج الفرنسي ومع مبادئ الجمهورية. قصة مساواة ومشاركة ومواطنة فاعلة لأبناء الجيل الثاني للهجرة وسكان أحياء »هاش لام« والضواحي المظلمة لعاصمة النور باريس وباقي المدن الفرنسية. القصة عرفت فصولها تطورات ايجابية سجلتها ضاحية سان ساندوني الباريسية بصعود جبهة اليسار اثر الانتخابات المحلية وان كان فوز الجبهة اليسارية في حد ذاته انجازا مهما سيما في معقل من معاقل الحزب الاشتراكي الا ان الانجاز الأهم والأعظم هو في انتخاب المناضلة التونسية الشابة ليلى التليلي ابنة صديقنا فتحي التليلي. ترشحت ليلى في خطة نائبة لمرشح الجبهة المناضل اليساري بسكال بودي وتعتبر ليلى التليلي من اصغر المترشحات والفائزات في انتخابات المجالس المحلية بفرنسا، اذ لم تتجاوز سن الواحدة والعشرين وقد تمكنت من خلال مسؤوليتها عن قسم الشباب صلب اتحاد المهاجرين، تمكنت من رصد مختلف مشاغل وهموم المهاجرين ومعرفة طموحاتهم ومطالبهم عبر خطاب مباشر وتوجه نقابي كان للاتحاد العام التونسي للشغل فيه نصيب بما ان ليلى التليلي شاركت في العديد من الملتقيات والجامعات النقابية التي نظمها الاتحاد فانفتح خطابها على أبعاد اضافية واتسعت دائرة اهتماماتها الى مختلف القضايا القومية العربية كالقضية الفلسطينية والتضامن مع الشعوب ونصرة الثورات. وللاشارة فان انطلاق الحملة الانتخابية لجبهة اليسار تزامن مع الثورة التونسية حيث كان لليلى دور فعال في حشد التضامن العالمي مع الثورة التونسية ومساندة الثورتين المصرية والليبية من خلال لقاءات عديدة انتظمت باتحاد المهاجرين، فضلا عن مشاركتها الفاعلة في احياء الذكرى الثانية للحرب على غزة وغيرها من الانشطة واللقاءات مع المهاجرين مما ساهم في تدعيم مكانتها ونيلها ثقة الناخبين بسان ساندوني ولتكون طرفا في الفوز التاريخي جبهة اليسار بهذه المدينة. نتمنى لليلى التليلي مزيدا من التألق والنجاح ولِمَ لا خوض الانتخابات البرلمانية السنة المقبلة. (تتكون جبهة اليسار من المواطنين اليساريين النقابيين والحزب الشيوعي الفرنسي وحركة الاشتراكيين اليساريين واليسار المتحد).