فرضية كتبت عنها الأسبوع الفارط أثارت عديد ردود الفعل لدى أصدقاء أحبهم وبعض قدامى الرفاق..اتهمني البعض بنشر الفزّاعات والتنبؤ الكاذب ومحاولة التشويش على الثورة ..وقال قليلو الفهم وحديثو العهد بالسياسة وخزعبلاتها أن اللقاء بين الدستوري واليمين الديني أمر مستحيل بالنظر الى ماضي التقاتل بينهما والى الثأر العالق بين رجال بن علي و ضحايا النهضة في العشريتين الماضيتين..وأكثر من ذلك طلب مني البعض أن اصمت واحبس قلمي عن هذه الترّاهات التي تخلق الفزع بين صفوف الجماهير... ولأن هؤلاء لا يعرفون النهضة ولا يعرفون الدساترة ولا يعرفون الجماهير.. ولأن الثورة جاءت بهم للميدان السياسي والنضالي مثلما تجلب الأودية القوية الأتربة والحجر دون قصد مسبق، أقول فقط أن النص صدر يوم الجمعة في جريدة الشعب وأكدته الأحداث يوم الأحد. ففي اقل من أربع وخمسين ساعة، حيث كان أكثر من عشرة آلاف تونسي شهود عيان على خطاب شيخ النهضة في مسرح الهواء الطلق بصفاقس.. والجميع اندهش من حضور مسؤول تجمعي من مستوى مرموق في المنصّة الرسمية جنبا إلى جنب مع زعيم النهضة ...كان برلمانيا تجمعيا لدورات متعددة.. وكان عضوا للجنة المركزية للحزب الحاكم بشكل متواصل وكان من المقربين جدا من مركز القرار في قصر بن علي. الصورة موجودة ..وشريط الفيديو أيضا، وما على الأصدقاء وقدامى الرفاق غير إعادة قراءة مسار الثورة وترك العناد السياسي والتشمير عن سواعد الجدّ والعمل لمواجهة متطلبات المرحلة التي تؤسس لها طلائع الكمبرادور وأباطرة المال السياسي ضد مصالح عمالنا وشبابنا ونساءنا وثورتنا.