ونعتذر: لقد خنقوا عباراتنا زمنا: القصيدة فيه؛ عن التصريح قد عجزت وبالتلميح لم يفهم الغرض! هو ذا التاريخ قد كشف عن معرّتهم؛ إنا بصحوة التاريخ نعتبر! نقرّ لديك أيا وطني ونعتذر: لقد ذرّوا الرّماد على الأعين الدّعشاء، وصاغوا للورَى من الوهم وعودا وردية، فعشنا بالمنى دهرا، نعلل النفس وننتظر! نقر لديك أيا وطني، ونعتذر: لقد غيّبوا الرؤيا في قصيدتنا، وأخفوا حقيقتهم خلف وجوه... قد جمّلتها المساحيق، في قاعة التجميل. انكشفت، فبان قبحهم، ما مثله قبح! نقرّ لديك أيا وطني ونعتذر: لقد نهبوا شعبنا هذا الأبيّ، لقد نهبوا عزم سواعده... نهبوا... عرق الحبين، يسقي ثرى الأرض، نهبوك، أيا وطني، نهبوا التاريخ في دفّة الكتب ! نهبوا حضارتنا منحوتة على الحجر ! شخطا لهم ! قلوبهم عميت قلوبهم حجر ! طوبى لك، أيا شعبنا طوبى لك بثورتك ! تحررنا... تحررنا... والخوف قد رحل رُدّت كرامتنا، فاستؤصل القهر، سننتصر لك، أيا وطني، إنا سننتصر ! مخضبة بدم الشهيد، هذه الوردة الفيحاء التي أهديتنا إياها ! أريجها سوف يعتقنا ! بعزّتك أيا وطني، العالم سوف ينبهر، سنعيد للزيتون خضرته، ونكون الساعد المفتول، يفجّر الأرض خيرات... ونكون لك الدّرع الحصين يحمي حماك... والظلم سوف يندحر! أرضك الفيحاء أيا وطني على سواعدنا سنرفعها، نتغذّى بجمر طينتها، ونمضي برايات ثورتك الى شامخات الذرى... نرددها أنشودة بالمنى عبقى، والقيود التي كم ألجمت قصيدتنا إنها اليوم تبلى فتنكسر ! قلوبنا أيا وطني تتهاطل، مطرا من الحبّ يسقيك بالخصب ! دم الثوار أيا وطني سنسكبه في شريان أقلامنا، ونكتبك قصيدة أخرى موقّعة... على الصفحة الجدباء تنتثر !